قطر ورسالة التعايش المشترك

انطلاقاً من مبادئ سياستها الخارجية الهادفة إلى نشر قيم ومبادئ السلام في العالم، وتعزيز ثقافة الحوار بين الشعوب، بادرت قطر إلى دعم مشروع تحالف الحضارات، بل وكانت من المؤسسين لهذا التحالف المهم لتعزيز الحوار والتقارب بين الشعوب، بدل الصراع والكراهية التي باتت تغذيها أفعال وأفكار متطرفة لاتنتمي لأي دين، ولاتعبر عن حقيقة وجوهر أي معتقد. ومن هذا المنطلق - وكما أكد سعادة السيد أحمد بن عبدالله آل محمود نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء - فقد لعبت قطر بقيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، دوراً محورياً في تأسيس مبادرة الأمم المتحدة لتحالف الحضارات منذ أيامها الأولى، كونها مكملا للجهود السياسية والأمنية التي تقوم بها الأمم المتحدة والمجتمع الدولي للوقاية من النزاعات وحلها بالطرق الودية. كما دعمتها إيماناً منها بأهمية هذا التحالف في إثراء الحضارة الإنسانية.ولم يكن دعم قطر لهذه المبادرة معنوياً أو مادياً فحسب، بل كان دعماً عملياً، إيماناً منها بأهمية رسالة التعايش التي يسعى إلى نشرها هذا التحالف، فقد بادرت إلى استضافة المنتديات التأسيسية لهذا التحالف، وأنشأت مركز الدوحة لحوار الأديان، واللجنة الوطنية القطرية لتحالف الحضارات، كما تستضيف قطر سنوياً العديد من المنتديات والمناسبات الدورية للحوار بين أتباع الثقافات والديانات المختلفة لما يمكن أن تقدمه هذه المنابر من فرص لتعزيز نهج التعايش المشترك. تحالف الحضارات في مبادئه وأهدافه يتماهى مع السياسة القطرية في نشر ثقافة الأمن والسلام ومواجهة الإرهاب والتطرف بمختلف صوره وأشكاله، ولذا نتمنى له التوفيق في نشر رسالته وتحقيق أهدافه.