26 أكتوبر 2025

تسجيل

أرض العدم

27 أبريل 2016

شغلت أوساط الأدب مقالة الشاعر والناقد "عبده وازن" عن (نعمة اللعنة السورية) في مقاربته نجاح رواية الكاتبة السورية سمر يزبك "بوابات أرض العدم" في فرنسا موطن لجوئها، وقد عزا الكاتب أمر النجاح الكبير إلى الوضع السوري الطارئ الذي أضفى على الإنتاج الأدبي المنعكس عن الكارثة جوّاً من التعاطف الأدبي والإعلامي، جعل الأدباء السوريين يستأثرون باهتمام إضافي مردّه فضول القارئ وشغفه بقراءة الوضع السوري خارج نشرات الأخبار والتحليلات السياسية. لم تكن سمر يزبك وافدة جديدة على الرواية، فقد بدأ اسمها ينمو في حقل الرواية العربية منذ سنوات، واشتهرت لها أكثر من رواية منها "صلصال" و "رائحة القرفة" وأعدت أكثر من برنامج، وكتبت أكثر من سيناريو مسلسل، وشاركت في فعاليات أدبية خارج بلادها، وبهذا يكون ردّ نجاحها إلى طبيعة المرحلة ظلماً لإبداعها، وهذا ليس جديداً على عبده وازن الذي تعرّض لرواية السوداني أمير تاج السرّ "طقس" بكثير من المدرسية حين تعرّض للأخطاء اللغوية وتفرّغ لمهمة مدقّق لغوي وليس للنقد الذي يُنتظر من كاتب يحرّر صفحة الثقافة في أهمّ صحيفة عربية.أظنّ أنّ الأمر يأتي من استسهال الكتابة التي ترفدها شفويات المثقّفين على المقاهي، والتي ازدهرت في تناثر قبيلة المثقفين بعد الأزمة السورية، وما لزم من ذلك من اصطفافات مذهبية وإثنية، ذهبت فيها مكتسبات الحداثة أدراج الرياح. يتكئ عبده وازن في مقالين متتالين (ثانيهما للردّ على أنصار يزبك) على معطيات لاعلاقة لها بفنّيات الرواية، ويحاول المسّ بالعمل من جهة انتماء صاحبته وسلوكها الثوري، وهذا ما يمكن أن يكون مسليّاً ومثيراً في أوعية مخصصة لهذا المجال، وليس في صفحة أدبية لها قراؤها. لا أظن ناقداً حصيفاً يتحدّث عن نعمة الجحيم السوري على الأدباء السوريين المشردين في كلّ مكان، ولا أظنّ الاهتمام النقدي العالمي بالأدب يأتي من فراغ أيضاً.