12 سبتمبر 2025

تسجيل

مسؤولية الوطن

27 أبريل 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); في الأسبوع الماضي قمت بإدارة ندوة بعنوان (النشوز)، وكان موضوعها يركز على قضية النشوز في العلاقة الأسرية، وقد ناقشت تلك الندوة القيمة هذه القضية المهمة من جوانبها المختلفة.وبعد الشكر لمركز آل حنزاب متمثلا في الدكتورة نورة الحنزاب صاحبة الحس الوطني الأصيل، والمسؤولية المجتمعية الحقة، فإن موضوع المسؤولية المجتمعية موضوع مهم لم ينضج في أذهاننا بعد بالصورة المطلوبة لنصل إلى تلك الدرجة التي تجعل مركزا لتحفيظ القرآن يرتدي ثوب المصلح الاجتماعي، ويقوم بمسؤوليته تجاه مجتمعه بإخلاص وأمانة، ويعالج قضية أسرية ليست من صميم عمله.الأمر المؤسف أننا لم نتعرف هذا المفهوم إلا بعد أن أصبحنا أعضاء في المجتمع الوظيفي، وهكذا فنحن متأخرون بل متأخرون جدا، فإننا مذ وعينا دورنا في المجتمع انحصرنا في هذا الدور، ولم نفكر قط في أن كل فرد له دور مهم في كل ما من شأنه النهوض بالمجتمع، سواء أكان هذا في حدود عمله، أو متفرعا عنه، أو لا علاقة له به أصلا.وهنا لا أقول بأن نجعل المسؤولية المجتمعية منهجا يدرس في المدارس، ولكن أن يُعلّم الطلاب هذا المنهج بصفته أسلوبا ومنهجا لحياتهم، وقبل المدرسة ينبغي أن يتصدى البيت لفكرة انعزال الفرد عن مجتمعه أولا وعن أمته ثانيا.فلا يجوز إطلاقا أن تمر أمتنا بظروف هي أقرب لظروف الحرب ونجد بعض شبابنا يتراقصون على أنغام الحفلات في الأسواق! ولا يجوز أيضا أن يموت مسلم جوعا وفقرا وبناتنا مازلن منشغلات في التنافس في اقتناء أغلى الحقائب!إن المسؤولية المجتمعية لا يمكن أن تؤتي ثمارها، ويعم نفعها، دون أن تكون مسؤولية تعم الأمة بداية، فلا يمكن لجيل لا يحمل هم أمته أن يحمل هم مجتمعه، فهذا المجتمع إنما هو جزء من أمة تربطه بها علاقة رحم لا يجوز قطعها، ولا التخاذل في حق من حقوقها، وليس ما يجري في دول العالم الإسلامي سوى دليل على التفريط في تلك المسؤولية. بل إن ما يجري أيضا لهو دليل على فقد المسؤولية الإنسانية التي تجرد منها كل البشر.فالمسألة إذن تراتبية، يجب أن تبدأ بالإنسانية ثم الأمية ثم المجتمعية ثم الفردية، والحق أننا ما زلنا ندور في حلقة المسؤولية الفردية، بل وبعضنا بلغ به الرفاه أن يقوم أحدهم مقامه في مسؤولياته الفردية، وقضية الأمهات والاعتماد على الخادمات خير مثال على ذلك.وفي ديننا الحنيف ما يكفينا ويزيد فيما يتعلق بقضية المسؤولية المجتمعية، فها هو رسولنا الكريم — صلى الله عليه وسلم — يقول: (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا ).فأيّ بناء نريد لأمة أو وطن يضع كل فرد لبنته منفردا بها، ومعزولا عن الآخرين؟! وأيّ بناء نتصور لأمة ينهج أبناؤها منهج (نفسي نفسي) و( مادمتُ بخير فما شأني بالناس)؟!.