02 نوفمبر 2025

تسجيل

تحديات المصالحة الفلسطينية

27 أبريل 2014

رغم ان تعثر عملية السلام بين السلطة الفلسطينية والاحتلال الاسرائيلي وتبخر الآمال في الوصول إلى اتفاق سلام؛ كانت عاملا رئيسيا في دفع الاطراف الفلسطينية إلى انهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الوطنية، إلا ان المصالحة نفسها تطرح تحديات كبيرة أمام القيادة الفلسطينية.ومن الواضح ان ابرز التحديات التي تواجه المصالحة الفلسطينية، هو مدى صمودها في وجه الضغوط الامريكية والاسرائيلية والمساعي المتواصلة لدق اسفين بين الاطراف الفلسطينية من خلال التلويح للسلطة بإقصاء حركة حماس كثمن لاستئناف المفاوضات التي لم تنتج سلاما ولا دولة منذ اتفاق اوسلو.ولم تخرج تصريحات وتهديدات رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ومسؤولي دولة الاحتلال عن هذا الاطار منذ الاعلان عن التوقيع على اتفاق المصالحة بين منظمة التحرير وحركة حماس في غزة الاسبوع الماضي.وفي المقابل، كان خطاب الرئيس عباس امام أمام المجلس المركزي لمنظمة التحرير امس واضحا من حيث التأكيد على ضرورة انجاز المصالحة وعدم الاعتراف بيهودية الدولة والتمسك بخيار عودة اللاجئين من جانب، وكذلك اعلان التزامه بمحادثات السلام حال وافقت اسرائيل على الشروط الفلسطينية بالافراج عن الاسرى ووقف الاستيطان من الجانب الآخر. لقد نزع عباس من خلال خطابه كل الاسباب التي تسعى حكومة الاحتلال للتذرع بها بهدف التحلل من مسؤوليتها في توجيه الضربة القاضية للمفاوضات.إن محاولات الاحتلال المحمومة لشق الصف الفلسطيني، الذي بدأ يلتئم بعد طول معاناة، من خلال وصم حركة حماس بأنها "ارهابية"، ليست سوى تدخل سافر في الشأن الفلسطيني الداخلي ومسعى مفضوح للنيل من وحدة الشعب الفلسطيني الذي يتجه إلى تشكيل حكومته التوافقية الموحدة وصولا إلى الانتخابات.إن قوة الشعب الفلسطيني تكمن في وحدته وتمسكه بمطالبه وحقوقه المشروعة، ولن يتأتى هذا إلا بالاستمرار في انجاز عملية الوحدة الوطنية وتنفيذ بنود اتفاق المصالحة، وهو تحد كبير خصوصا في ظل العراقيل الاسرائيلية والتهديدات الامريكية بوقف مساعداتها للسلطة، مما يعني ضرورة ان يكون الاسناد العربي بقدر التحديات الماثلة وذلك بالالتزام بتوفير شبكة الامان المالي المطلوبة تعزيزا لصمود الشعب الفلسطيني.