13 سبتمبر 2025

تسجيل

بين الظلام والنور

27 أبريل 2014

في هذا الزمان الذي قطع فيه الكثيرون صلتهم بخالقهم في الصلاة، ولم يعد أحد يعرف جلالة قدره وعموم فضله إلا وقت الشدة أو المرض، أما في الرخاء فتاه عنه ولم يعد الخوف منه ومن عقابه يمثل للكثيرين أي علامة فارقة أو حد يقف عنده إلا من رحم الله، وأصبح من السهولة بمكان تجاوز حدود الله وانتهاكها بالأفعال والأقوال من أجل مصلحة دنيوية! وعندما ترى تلك البيوت المباركة التي لايجوز بأي حال من الأحوال أن تكون مهجورة وفيها الجوائز العظيمة والمصلحة الحقيقية التي لا توجد في سواها مساجد كبيرة تشكو من قلة مرتاديها ففي صلاة الفجر أو العصر مثلا لا ترى إلا كبار السن وبعضا ممن عرف الطريق القويم ففي هذه الصلاة أي الفجر يحضر ضيوف كرام وتشهدها ملائكة الليل والنهار نظراً لمكانتها وليس "لجان تحكيم" للمعاصي بتلك الوجوه الغبرة التي ترهقها قترة حتى بمساحيق التجميل تبدو أكثر قبحاً يعطون هؤلاء من المساكين صكوك الضياع ويدلونهم على طرق الظلام والضلال. فبالله عليكم كيف هجر الكثيرون هذه الأماكن المباركة بينما في أماكن كثيرة نزع الله منها البركة ومن حاضريها وتحفهم شياطين الجن وجمع غفير من شياطين الإنس الذين جندوا أنفسهم للتصدي وتخريب المجتمعات وتدمير ثوابتها ومن ثم بفضلهم جلبوا لها النكبات والمهلكات التي بسبب أمثالهم سلط الله سبحانه سخطه وغضبه على كثير من الشعوب الآمنة وعلى ديارهم وأصبحوا أثراً بعد عين! ولنا في العالم العربي عبر ودروس في ذلك ونسوا بأن الله يمهل ولا يهمل. وأصبح هؤلاء المضلون صفوة المجتمع يتصدرون المشهد الاجتماعي والثقافي بل كل شيء ومطلوبين في كل مكان ويكرمون ولهم مروجون للفساد ومصرون عليه وتُفرش لهم الدروب بالورود وترصد لهم ميزانيات ضخمة ولهم محللون عبر وسائل الإعلام المختلفة يسردون سيرهم المظلمة وكأنهم من الصحابة الكرام والخلفاء الراشدين العظام الذين ضربوا لنا الأمثال والعبر في الدروس وفي البطولات والتضحيات،،، وأصبح هؤلاء كالعصابات يكونون شبكات عنكبوتة في المصالح التي يعملون بها وجميعهم على قلب رجل واحد! والبعض يفرح بسبب ذلك وما وصل إليه من مكانة مرموقة وأصبح ثريا ومشهورا من منصب إلى آخر وينسب ذلك إلى توفيق الله له نظرا لجليل فعله وعمله الصالح وهو في حقيقة الأمر الطالح ونسي بأن الله يمد هؤلاء وهؤلاء وما كان عطاؤه محذورا، وفيهم الكثيرون ممن بلغ من الكبر عتيا فبدل أن يعود إلى الطريق القويم يزيد من وتيرة فساده وكذبه ونفاقه وكل ذلك من أجل أن يكون من خاصة ذاك المسؤول يرافقه في حله وترحاله،، وعندما يقول لهم البعض اتقوا الله في أنفسكم وفي غيركم أخذت الكثيرين منهم العزة بالإثم وولوا مدبرين "كأن في أُذنيه وقرا"! وآخر الكلام الإنسان عندما يفقد بصره لاشك بأنها مصيبة لكن يمكن علاجها لكن تبقى المصيبة العظيمة عندما يفقد بصيرته فهذا والله الأعمى الحقيقي ويحتاج أن يأخذ أحد بيده قبل أن يكون علاجه من الصعوبة بمكان وهو الجاهل الحقيقي حتى ولو استعرض علينا ثقافته التي لا تسمن ولا تغني من جوع!!!