18 سبتمبر 2025

تسجيل

مسؤوليات جسام أمام مؤتمر القدس

27 أبريل 2014

تأتي مشاركة قطر في المؤتمر الدولي الأول لدعم القدس ونصرة الأقصى الذي ينطلق اليوم في العاصمة الأردنية عمان؛ تأكيدا لمواقف الدوحة القومية الثابتة من القضية الفلسطينية؛ وترجمة لالتزام القيادة القطرية بالتحرك الدبلوماسي ومد يد العون المالي لحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية بالمدينة. في خطوة تعكس أيادي قطر البيضاء لنصرة الأشقاء الفلسطينيين؛ وتحركاتها الساطعة عبر تاريخ قضيتهم باعتبارها " قضية تهم " كل العرب.ويأتي انعقاد المؤتمر تحت عنوان (الطريق إلى القدس)؛ في ظل تداعيات إيجابية غير مسبوقة على الساحة الفلسطينية؛ وخاصة داخل البيت الفلسطيني؛ ووسط تطورات إقليمية غاية في الحساسية؛ ففي الداخل الفلسطيني لا شك أن المصالحة الوطنية التي أقرت في غزة منذ يومين وفق اتفاقي الدوحة والقاهرة تمثل تطورا إيجابيا مهما لإعادة رص الصف الفلسطيني؛ وتوحيد الرؤى حول تحديات المرحلة وإفرازاتها الجديدة ؛ خاصة مع تراجع تل أبيب عن التزاماتها بالمضيفي إكمال مرحلة التفاوض مع الجانب الفلسطيني كعقاب لهم على تلك الخطوة التصالحية؛ وذلك في خطوة تعكس استمرار مسلسل الحماقات السياسية التي يصر على المضي في ارتكابها بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل. غير عابئ بجهود الوسطاء الدوليين وفي مقدمتهم حليفه الأول (واشنطن).كما يستمد المؤتمر أهميته وزخمه كونه يأتي متزامنا مع تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى؛ واقتحامات المستوطنين والمتطرفين المتكررة لباحات المسجد وتراث المدينة المقدسة؛ فضلا عن المضي في مخطط تهويد المدينة؛ والتهام ومصادرة الأراضي العربية لصالح مشروعات التوسع الاستيطاني.ويكتسب المؤتمر أيضا أهميته من جدول أعماله حيث يناقش عدة محاور بينها "الأهمية الدينية للمسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية ومواجهة صناعة الرواية اليهودية للقدس" و"سبل استنهاض العالم العربي والإسلامي والمجتمع الدولي لنصرة القدس والإسراع بإيصال الدعم للأقصى والمقدسيين"؛ فضلا عن محور مهم آخر يحمل عنوان "الدفاع عن الأقصى فرض عين على كل مسلم والدعوة لاستثناء زيارة المسجد الأقصى والغوث الإنساني للفلسطينيين من فتوى تحريم التطبيع مع المحتل".إننا نتطلع إلى أن يخرج المؤتمر بتوصيات تنسجم وحجم ضراوة الأخطار التي يعيشها الأقصى هذه الأيام؛ بحيث تتوافر لها ضمانات وقوة التنفيذ والتفاعل مع جسامة تلك الأخطار؛ حتى لا تلحق بسابقاتها من التوصيات التي "تئن" بها أدراج الجامعة العربية ولجنة القدس منذ عقود!!