18 سبتمبر 2025

تسجيل

يوم الفرقان بين الأمس واليوم

27 مارس 2024

في مثل هذا اليوم السابع عشر من رمضان في السنة الثانية للهجرة، أول رمضان فرض فيه الصيام. كانت معركة بدر بين مكة والمدينة، وتسمى بيوم الفرقان، لأن الله فرق بين الحق والباطل. هذه التي حددت التاريخ الإسلامي والعالمي. أي بعد هجرة الرسول الكريم عليه أفضل الصلوات والتسليم. وهذه المعركة ليست عدوانا إنما دفاع عن الحق ورد العدوان، ورغبة المسلمين رد ممتلكاتهم المسلوبة منهم، واعلاء كلمة الله. خرج النبي المصطفى ومعه ثلاثمائة وأربعة عشر رجلاً لاعتراض قافلة قادمة من الشام يقودها أبو سفيان بتجارتهم وأموالهم. ولم يكن يحمي القافلة سوى أربعين رجلا. وقد شاور الصحابة في هذه الحرب وقال له سعد بن معاذ كلاما بليغا وكان نهاية قوله «سر على بركة الله» وبالفعل كان الجيش بقيادة مصعب بن عمير، من المهاجرين والأنصار يحمل الراية بيضاء اللون. ليقابل جيشا ما يقارب ألف مقاتل منهم ستمائة يلبسون الدروع وسبعمائة بعير. يا له من عدد كبير مقابل جيش المسلمين القليل العدد والعدة. وبات المسلمون في بدر ليلتهم وكلهم ثقة ومستبشرون بنصر الله وأنزل الله المطر تلك الليلة يثبت به قلوب المسلمين والأقدام. وكان المدد من الله بألف من الملائكة ليقاتلوا مع المسلمين، بعد أن استغاث المسلمون بالله عز وجل «إذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ» وهنا يتضح لنا مدى صدق الصلة بين المسلمين والله عز وجل، وأن العدد والعدة لا يكفيان لتحقيق النصر، إنما التأييد الإلهي هو الأهم والأبدى من كل ذلك. والتأييد الإلهي ليس مقصورا في الحرب إنما حتى في السلم وكل حياتنا. وقد كانت الهزيمة فادحة للمشركين وكان النصر حليف المسلمين. فكل من الفريقين يدافع عن معتقداته وثوابته. في هذه الحرب وكان الأسرى حوالي سبعين رجلا والفدية كانت إما أربعة آلاف درهم أو أن يعلم الكتابة عشرة من مسلمي المدينة. عوامل النصر لا تعد ولا تحصى في هذه المعركة ومنها الكثير من الدروس المستفادة من غزوة بدر إلى يومنا هذا، منها أن عوامل النصر والتمكين بيد الله، وحتى أمر القتال كان في الوقت الذي أراده الله عز وجل ولا يعلم الغيب إلا هو. وهناك الكثير من العبادات التي لا يستغني عنها المسلم لأنها سبب في النصر كالدعاء. الشورى من عوامل النصر لان فيها يؤخذ الرأي الأفضل حينها. بلا شك هي أمر مهم وضروري في أغلب أمورنا وليس الحرب. وتأييد الله للمؤمنين بجند من عنده وسخر لهم المطر من ملامح الطمأنينة والثبات «وما يعلم جنود ربك إلا هو». اليوم ما يحتاجه المسلمون اليوم هو الإيمان بالله والثقة بنصره في المواجهة مع العدو، وتضافر الجهود والأخذ بكل الأسباب للنصرة. وهنا من الدروس المستفادة من يوم بدر أيضا أن الهزيمة ليس بخسارة الأرواح والأرض، ولكن الصمود والثبات لأجل كلمة الحق فكتب النصر لهم. وما أشبه الليلة بالبارحة، فما زال طوفان الأقصى الذي كان منذ عدة أشهر يقدم درسا قاسيا على إسرائيل التي تكبدت خلالها الخسائر الكبيرة في هذه الحرب التي تدور رحاها الى اليوم. ولم تحرز أي انتصار إستراتيجي أو عسكري سوى التدمير والابادة الجماعية، ومن دروس يوم الفرقان أن يفرق بين الحق والباطل، بالإضافة لذلك من الدروس المستفادة أن صناعة النصر في كل زمان ومكان تتحقق بأمر الله. ومنها نتعلم أن معاناة وحصار غزة ستكشف بإذن الله وسيتحقق النصر الذي وعدهم الله إياه. اللهم اكتب العزة والتمكين والنصر والتحرير لأهلنا بفلسطين وكل المستضعفين. كل هذا وبيني وبينكم...