23 سبتمبر 2025
تسجيليتيح اتفاق الدوحة بين الولايات المتحدة وحركة طالبان الموقع في 29 فبراير العام الماضي، فرصة تاريخية لإنهاء الحرب، لأنه أقصر الطرق لتحقيق سلام شامل ودائم في أفغانستان، خاصة أن المفاوضات التي تستضيفها دولة قطر حققت تقدما ملموسا ووجدت تأييدا من الأمم المتحدة والشركاء الدوليين الذين أكدوا أنه لا بديل لمسار الدوحة. تحقيق السلام في أفغانستان خيار إستراتيجي لكل الأطراف، كما ان استمرار أمد الحرب يسبب خسائر ومعاناة للشعب الأفغاني، ومن ناحية أخرى، تأكيد الإدارة الأمريكية بأنه ليس في نيتها البقاء في أفغانستان لفترة طويلة، وأيضا تأكيد حركة طالبان التزامها باتفاق الدوحة يعكس رغبة الطرفين في تنفيذ بنوده، خاصة انه تحققت مكاسب بموجبه، فانسحاب الولايات المتحدة والقوات الأجنبية، لابد أن يكون بطريقة آمنة ومنظمة ومسؤولة يضمن الاستقرار والأمن في افغانستان إذا كانت هناك صعوبة في الوفاء بموعد الأول من مايو القادم. تسريع المفاوضات بين الأطراف الأفغانية خطوة مهمة بالاستمرار في مسار الدوحة، كما أن التعاطي مع خطة السلام التي طرحتها الولايات المتحدة أمر مطلوب، لأن تكوين حكومة انتقالية بمشاركة طالبان يساعد في تحقيق السلام، وتطلعات الشعب الأفغاني، من خلال اغتنام الزخم الذي وفره مسار الدوحة والمكاسب التي تحققت، وان يكون حرص الأطراف الأفغانية على تحقيق السلام وتجاوز الخلافات والعمل من أجل التوصل لاتفاق في أقرب وقت ولتحقيق أحلام الأجيال القادمة في بناء دولة القانون والمؤسسات بمشاركة الجميع، من خلال توافق وطني، ولابد أن يدرك الأفغانيون أن بلادهم تمر بمرحلة تاريخية حاسمة، تفرض على جميع الأطراف الارتقاء إلى مستوى المسؤولية الوطنية من أجل السلام وإرساء الأمن والاستقرار في أفغانستان.