13 سبتمبر 2025
تسجيلاعتدت من حين لآخر، وأثناء كتابتي للمقال، أن أستشهد ببعض مفاصل تجربتي في الكتابة، ليس بإطرائي لتلك التجربة التي ولدت ومضى عليها الزمن بخيرها وشرها قطعا، وعثرت على الذين ساندوها منذ البدايات، والذين تفهوا من أمرها وما يزالون حتى الآن، وهذا شيء طبيعي، وغير محبط بالتأكيد، ولكن لأن الكاتب أو الشاعر أو أي شخص عالق في هم مرهق مثل هذا، حين يكتب، لا بد أن يستشهد بتجربة هو يعرفها أكثر، وأصبحت من مواد الخبرة التي يستقي منها أحيانا.ولا أجد شخصيا أي مشكلة في ذلك، ما دام الكاتب حياديا تجاه تجربته، وليس مفتتناً بها، أو يروج لها بطريقة مخلة، فقط قد يتحدث عن مناسبة كتابة عمل ما، ومن أين استوحى مفرداته، أو يجيب عن أسئلة ربما تعلق في أذهان القراء الحقيقيين، أي الذين يهضمون التجارب ويسعون لترسيخها في أذهانهم أكثر، وليس أولئك الذين لم يألفوا القراءة أصلا، ولا كانت هما من همومهم في يوم من الأيام، ولذلك لا يعرفون علاقة الكاتب بتجربته، وعلاقة تلك التجربة بالقارئ والمجتمع.وفي كل الندوات التي كنت حاضرا فيها، استمعت إلى تجارب متعددة، يرويها أدباء من مختلف الجنسيات، ومختلف مدارس الكتابة، وكلها تستقي من التجربة الشخصية للأديب، كيف عثر على موهبته أولا، وفي أي وقت من أوقات حياته كان ذلك؟، كيف فرح، وترجم إحساسه إلى لغة في الورق، ثم كيف كتب النصوص الكبيرة بعد ذلك وصنف كاتبا أو شاعرا، سيضيف إلى سكة الكتابة أعمالا جديدة بعد ذلك.هذا السرد الذي ذكرته، يسمى الشهادة الإبداعية، وهي سكة مشروعة من سكك الكتابة، في أي مكان، ومن حق كل كاتب أن يكتب شهادته في الكتابة، ويلقيها في أي مناسبة تحتم إلقاءه شهادة، أو ينشرها في صحيفة أو كتاب بعد ذلك، بغض النظر عن جودة أعمال ذلك الكاتب من عدمها، وبغض النظر أيضا إن كان كاتبا محبوبا ويملك جماهير مساندة، أو كاتبا أخفقت أعماله في الوصول حتى لآخر الشارع الذي يقطن فيه.