03 نوفمبر 2025

تسجيل

دول الخليج ومؤشر السياحة الإسلامية

27 مارس 2016

تمتلك دول مجلس التعاون الإمكانات اللازمة لتعزيز ترتيبها على المؤشر العالمي للسياحة الإسلامية ومصدره شركة ماستركارد الرائدة في مجال بطاقات الائتمان. اللافت هو نجاح الإمارات في تعزيز ترتيبها بحلولها في المرتبة الثانية على حساب تركيا في نسخة 2016 من التقرير والذي صدر حديثا. بدورها، حافظت ماليزيا على المرتبة الأولى عالميا فيما يخص السياحة بين الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي. تشتهر ماليزيا بتوفيرها حياة عصرية في بيئة إسلامية وتبني شعارات نوعية منها ماليزيا آسيا الحقيقية وحاليا فكرة احتمالات لا نهاية لها.تعتمد الدراسة والتي صدرت للمرة الأولى في 2011 باعتمادها على عدة معايير منها مدى ملاءمة البلد للعطلات العائلية ومستوى الخدمات والمرافق المتوافرة وخيارات الإقامة والربط الجوي والقيود على تأشيرات الدخول. مؤكدا، ليس من اليسير للدول بما في ذلك الإسلامية منها استقطاب الزوار المسلمين بصورة مستدامة نظرا للمنافسة بين الوجهات العالمية المختلفة. وفي هذا الصدد، تقدر الدراسة الجهود التي تبذلها البلدان غير الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي بغية استقطاب زوار من دول مجلس التعاون بالنظر لتوافر القدرة على الإنفاق. فقد حلت سنغافورة في المرتبة الثامنة وهي الدولة الوحيدة ليست العضو في منظمة التعاون الإسلامي ضمن قائمة أفضل 10 دول على مؤشر السياحة الإسلامية. تتميز سنغافورة بقدرتها على جذب زوار من دول مجلس التعاون نظرا لتمتعها ببنية تحتية متطورة وتوفير الأمن والأمان والنظافة وسياسة عدم فرض تأشيرات.في الواقع، لا تفرض العديد من الدول الآسيوية بما في ذلك سنغافورة والفلبين وتايلاند تأشيرات دخول على مواطني دول مجلس التعاون. دول أخرى مثل كامبوديا وسريلانكا تسمح بتأشيرة إليكترونية بينما تفرض دول أخرى مثل النيبال وبنجلاديش ولاوس تأشيرات عند الوصول.فضلا عن الإمارات، يأتي ترتيب ثلاثة أعضاء في دول مجلس التعاون الخليجي أي قطر والسعودية وعمان في الترتيب الخامس حتى السابع على التوالي على المؤشر.بدورها، حلت البحرين في المرتبة العاشرة بين الدول الإسلامية والحادية عشرة بشكل عام على المؤشر نظرا لحلول سنغافورة في المرتبة الثامنة. وعليه، تبقى الكويت الوحيدة بين جميع دول مجلس التعاون الخليجي خارج خانة العشرة الأوائل لأسباب تشمل قوة الدينار الكويتي الأمر الذي ينال من قدرة استقطاب الزوار. في المقابل، قوة الدينار الكويتي تخدم المواطنين الكويتيين خلال سفراتهم الدولية نظرا لمبدأ القدرة الشرائية. بيد أنه ما يبعث على الاطمئنان عبارة عن تواجد فرص لتعزيز السياحة الإسلامية في بعض دول مجلس التعاون الخليجي، السعودية مع قرب انتهاء مشروع توسعة الحرم المكي، والإمارات عبر أكسبو دبي 2020 وقطر من خلال استضافة كأس العالم 2022. يعد تطوير قطاع الضيافة جزءا جوهريا من هذه المشاريع الثلاثة. بدورها، تبذل عمان جهودا مضنية للاستفادة القصوى من الإمكانات السياحية الموجودة في السلطنة. أيضا، تتميز البحرين باستقطاب مختلف أنواع الزوار سنويا عبر استضافة إحدى جولات مسابقة الفورمولا واحد حيث تستقطب أنظار العالم لثلاثة أيام متتالية. كما تتميز الكويت باحتضانها مستثمرين لديهم القدرة على إقامة المشاريع الإسلامية بشرط توافر الظروف المناسبة. حقيقة القول، يتميز المستثمر الكويتي باستثمار أموال في مختلف بقاع العالم. بصورة إجمالية، تشكل ظاهرة هبوط أسعار النفط وبقائها منخفضة ضغوطا على صناع القرار في مجلس التعاون الخليجي بالسعي لتحقيق تنويع اقتصادي بعيدا عن قطاع النفط عبر توفير الأرضية لتطوير القطاعات الخدمات وفي مقدمتها الضيافة مثل الفنادق والمنتجعات. يتميز قطاع السياحة بقدرته على جلب الزوار وعليه تدوير الأموال بصورة مستدامة.