17 سبتمبر 2025

تسجيل

طموح المستقبل

27 مارس 2012

يقال ان الطموح هو ما تهفو النفس لتحقيقه بدافع من العقل الباطني.. وبالنسبة لي الطموح يعني أن تجمع أحلامك وآمالك وأمنياتك في قالب واحد وتضعها هدفاً واضحاً أمامك محاولاً قدر الإمكان الوصول إليه، دون هوادة أو كسل، أو أعذار. تتلاحق الأيام.. لتنطوي شهوراً، وتمضي سنة وراء سنة من أعمارنا، تمضي وهي محملة بتجارب قد جعلتنا أكثر وعياً وإدراكاً، أو أكثر انتباهاً، وربما حرصاً، أحياناً نجد الأعذار فيها لأنفسنا، وأحياناً نلقي اللوم على الأقدار، ومع هذا نتماشى مع كل شيء. أتذكر أحد الأقرباء عندما سألته ماذا خططت لمستقبلك..؟ أجاب: ليس هناك شيء معين ولكن إن شاء الله سيكون خيراً فما يأتي به الله هو خير. تأملت هذه العبارة كم هي جميلة لأنها تحمل خصوصية يتميز بها الإنسان المسلم.. ولكن هل الإيمان يكفي فقط؟! هل الانتظار لفرصة، لفكرة، هو وسيلة صحيحة للانطلاق؟. طبعاً (لا)، هذا كلام خائب! ويبرر ضعف الطموح والرؤية المستقبلية للشخص، وأيضاً يعكس مدى سلبيته!. للأسف العديد منا لا يجيد التفكير في مستقبله، وإذا فكر يفكر بمحدودية ضيقة لا تتجاوز الخطوات الأولى، (ينهي الثانوية، الجامعة، يحصل على وظيفة، يشتري منزلا) أمور عادية، يجب أن يحققها الكثير، لكن وماذا بعد هذا؟! ستسمر الحياة عادية، حتى النهاية، لهذا التفكير أسباب عدة منها البيئة المحيطة وعادات التلقين الأسري والتعليمي، (علي أن أدرس كي أنجح! علي أن أعمل كي أحصل على الدخل والترقية!، علي أن أتزوج كي انجب الأولاد)، ما زال الكثير يجهل قيمة قدراته ومواهبه لأنه مستسلم للروتين والظروف، وهذا من أسوء الأمور التي تخلق التفكير السلبي تجاه المستقبل، فالكثير منا متميزون جداً ولكنهم يفتقدون إلى الطموح الحقيقي الذي يشعر بقيمة ما لديه والذي يخرج من دائرته الضيقة إلى دائرة أكبر أكثر اتساعاً وأكثر إشراقاً. أعتقد أنه من المحزن جداً أن نرى شباباً وفتياتٍ يمتلئون صحة وعافية يجهلون قيمة ما يمتلكونه بل ويستثمرونه في ما لا ينفع كاللف في المجمعات وإهدار الوقت في الشكليات والمظاهر وأعتقد أن الكثير منكم لمس هذا الواقع وشاهد بنفسه كثيرا من النماذج وإذا أراد أحدكم أن يُصاب بالإحباط مثلي عليه أن يمر بالمجمعات كمثال ليعرف قيمة الخسارة الشبابية المهدرة، يفضلون اللف والدوران بالساعات ولا أعلم لماذا؟! إضاعة للوقت والجهد والعمر والمستقبل، من أجل ماذا، لا شيء، فلو حاولت أن توقف أحدهم وتسأله ماذا تعني لك 2013 لن تجد إجابة تطفئ ظمأ أمنياتك لمن من المفترض أنهم يمثلون الوطن.. قد يجدني البعض متشائمة ولكني لست كذلك بل محبة تريد أن نبني الطموح الحقيقي وأن نسعى له من أجل أنفسنا أولاً ومن أجل وطننا ثانياً.. قبل أن أغلق نافذة هذا الصباح.. جميعنا نمتلئ بالأمل ونريد مستقبلا جميلا ومشرقا ولكن كيف ونحن نفتقد إلى الطموح الذي يقود هذا الأمل إلى النور بل ونفتقد الشعور بأهمية ما نملك لأننا غارقون في الروتين ومستسلمون للظروف وأحياناً لا مبالين.. ليس من العيب أن نبتدئ من الصفر ولكن العيب أن نضيّع الصفر وأن نجهل أنه رقم كبير لو عرفنا مكانه وحصلنا عليه لحققنا الكثير..