12 سبتمبر 2025

تسجيل

تستحق الأمهات الالتفات لهن !

27 فبراير 2023

صدق الشاعر في قوله (الأُم مدرسة إن أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراقِ). فدور الأُم يعد أحد أهم الأدوار التي تُقام في مجتمعاتنا وذلك في نشأة أبناء صالحين ومُنتجين لمجتمعاتهم ووطنهم، فدور الأم يقع في نشأة بيئة صالحة ينشأ فيها الأبناء باستقرار نفسي، كما أن دورها التعليمي لا يقل عن الدور التعليمي العلمي في مدارس الدولة المختلفة، بل في كثير من الأحيان يتعدى ويتفوق دور الأم على دور المدرسة حيث النشأة تبدأ في الالتزام بتعاليم ديننا الحنيف وغرز القيم والعادات والأخلاق وحسن التعامل مع الآخرين وهي صفات يتربى عليها وتُمارس بالحياة. وهناك الكثير من أمهاتنا من الأجيال السابقة لم يكملن تعليمهن الجامعي أو الأقل من الجامعي نظراً لظروف الحياة في ذلك الوقت واختلاف الحياة وطبيعتها في السابق من الزواج المُبكر والتزامها في تأدية مهام عملها في المنزل وتربية الأبناء، وكنوع من المكافأة لما تقوم به الأم في نشأة مجتمع سليم طالبنا ونطالب الجهات المعنية بالشأن الاجتماعي بصرف مبلغ مالي شهري لكل أم لا تعمل تقديراً لها وتلبية لقضاء احتياجاتها الشخصية وهو أيضا يُعد نوعاً من الالتفات والتكاتف من المجتمع المؤسسي والابتعاد عن جعل الزوج هو المعني الوحيد في الصرف عليها وعلى الرغم من أن هذا واجبه الشرعي بلا شك ولكن يأتي شأن المطالبة كنوع من تقدير الدولة وإرسال تلك الرسالة للمجتمع يُعد محفزاً وتقديراً متكامل الأطراف. ويبدو أن هناك دولاً قد طبقت فعلاً نظام الصرف الشهري للأمهات غير العاملات وذلك تأكيداً لأهمية دور الأم في المجتمع ووضوح تأثيرها في نشأة بذرة من الأجيال النافعة لأنفسها ولمجتمعاتها. وبالتأكيد دور الأم تجاه أبنائها هو دور محبة ومسؤولية وليس دورا تبحث فيه عن مجد مالي بل هو مجد تربوي وأخلاقي، وليست المطالبة المالية إلا نوعا من التقدير والدعم وحقا تستحقه من خيرات بلادها. معاش للأبناء تتبع بعض الدول نظام التحفيز الأسري وخاصة تلك المجتمعات التي تعاني من قلة نسبة عدد سكانها وذلك أملاً في زيادة عدد السكان والذي يُعتبر أمنا قوميا لها ولكل دولة وهي إحدى ركائز الثبات لها وتُعد أحد أسلحة القوة أمام الطامعين فيها، فقامت تلك الدول بصرف مكافأة شهرية للأسرة عن كل مولود دعماً للأسرة في تحمل تكاليف المولود الجديد وتشجيعاً للإنجاب. إن الدول الغنية خاصة بمواردها الطبيعية والمالية والقليلة بعدد سكانها هي دول في حاجة ماسة لزيادة عدد الأفراد ويجب بذل كل ما هو مساعد لذلك لدعم الأسر في إنشاء عائلات كبيرة في عدد أفرادها. قال النبي صلى الله عليه وسلم بمعنى الحديث (تكاثروا فإني أباهي بكم يوم القيامة)، وبلا شك إن ذلك فيه حماية أيضاً للوطن وحفظ لدين الله عز وجل في جميع بقاع الكرة الأرضية. أخيراً الأموال تأتي بالعقول والإنجاز والاستثمار المالي يأتي بالاجتهاد وليتكون من كل ذلك دولة لها موضع قدم في مصاف الدول الاقتصادية، ولكن إن فُقد الوطن لا يُمكننا استعادة ذلك الوطن فيجب الموازنة بين القوتين المالية والبشرية.