18 سبتمبر 2025

تسجيل

وقف النار بين التفاؤل والتشاؤم

27 فبراير 2016

يبدأ اليوم السبت سريان "اتفاق وقف الأعمال العدائية" في سوريا والمبرم بين موسكو وواشنطن، بعد أن وضع الاجتماع الأول في جنيف لفريق العمل حول وقف إطلاق النار في سوريا بمشاركة ممثلي 17 دولة في مجموعة الدعم الدولية لسوريا، الآليات المطلوبة لتطبيق وقف إطلاق النار. وهو الاجتماع الذي يفترض أن تعقبه جلسة لمجلس الأمن الدولي لتأييد الاتفاق.ومع كل ذلك التأييد والثقل الدولي خلف هذا الاتفاق، إلا أنه يصعب التفاؤل بإمكانية صمود وقف إطلاق النار، في ظل التعقيدات الكثيرة التي تحيط بالأوضاع على الأرض ومواقف روسيا ونظام بشار الأسد، وتهديداتها بأنها ستواصل غاراتها على الإرهاب، وهي تهديدات يخشى أن تعمد لاستخدامها كغطاء لاستهداف المعارضة، خصوصا أن الساعات الأخيرة قبيل سريان الهدنة، شهدت غارات جوية مكثفة نفذها الطيران الروسي والسوري على بلدات تسيطر عليها المعارضة في ريف دمشق، وحمص وحلب.إن الالتزام الشامل للأطراف المختلفة في سوريا (فصائل المعارضة والنظام وحلفاؤه) بوقف إطلاق النار، ستشكل اختبارا حاسما لمدى جدية هذه الأطراف والمجتمع الدولي في التوجه نحو حل سياسي ينهي هذه الأزمة بما يحقق التطلعات المشروعة للشعب السوري.إن الأيام القليلة القادمة، ستكون حاسمة، بالنسبة إلى مستقبل سوريا وشعبها، وهي تشكل تحديا لإرادة المجتمع وعزمه على إنجاح هذه الهدنة التي يحيط بها الكثير من الشكوك.