16 سبتمبر 2025
تسجيلالإنسانُ إرادةُ حياةٍ، وفي بلادِنا تُحْـتَـرَمُ هذه الإرادةُ وتُـرْعَـى وتُـنَـمَّـى وتُوضَـعُ القوانينُ التي تَضمنُ حقوقَـهُ وأداءَهُ لدورِهِ. ويأتي مشروع: أَنْـقِـذِ الحُـلْـمَ، في إطارِ سعي الجمعيةِ القطريةِ لتأهيلِ ذوي الاحتياجاتِ الخاصةِ على تَفعيلِ أدائها لرسالتِـها، والتأكيدِ على الأُسس التي تقومُ عليها قطرُ كدولةٍ للإنسانِ.تأهيلُ ذوي الاحتياجاتِ الخاصةِ، جانبٌ وطنيٌّ لا يجدُ توظيفاً إعلامياً له في خطابِـنا الـمُوندياليِّ يتناسبُ معَ ضخامةِ الاهتمامِ الرسميِّ والأهليِّ به، وتأثيرِه العظيمِ في تقديمِ فضائِـلِـنا للعالَـمِ بصورةٍ تصنعُ قاعدةً شعبيةً داعمةً لنا في مجتمعاتِـهِ، إلا أنَّ الـعَرْضَ التَّقديميَّ للمشروعِ، الذي عُقِـدَ منذ يومينِ في مقرِّ الـمركزِ الدوليِّ للأمنِ الرياضيِّ، عَـوَّضَ هذا القُصورَ، وألقى الضوءَ على جهودٍ جبارةٍ تُبذلُ في صمتٍ مُحْـدِثَـةً رنيناً واسعاً في الداخل والخارج، ويمكنُنا قراءتَـهُ من جانبين، هما: الأولُ: القدرةُ الفَـذَّةُ على التخطيطِ السليمِ، إعلامياً، لدى القائمين على الـمشروع، ووعيُـهُـم الكبيرُ بأهميةِ نقطةِ الانطلاقِ في تنفيذِهِ، وتضمينِـها رسائلَ تخاطبُ القلوبَ والعقولَ، فكانتِ استضافةُ بطلةِ الاحتياجاتِ الخاصةِ، العالميةِ، جوسي فيرساتشي، رئيسةِ مؤسسةِ إعاقةٍ بلا حدود، الخَيريةِ الدوليةِ، رائعةً في مضمونِـها وأهدافِـها، لأننا نخاطبُ الآخرينَ عن بلادِنا ومجتمعِنا الحيِّ من خلالِـها، بلغةٍ إنسانيةٍ رفيعةٍ، ونجتذبُ الإعلامَ الدوليَّ الـمُتابعَ للنشاطاتِ الـمُتعلِّقةِ بذوي الاحتياجات الخاصة، فتُنْـقَـلُ الصورةُ الحقيقيةُ عنَّا كشعبٍ تضبطُ الأخلاقُ الساميةُ نهضتَـهُ، وتحكمُ الإنسانيةُ بمعناها الأوسعُ تعاملَـهُ مع أبنائِـهِ وشقيقِـهم الإنسان في أرجاءِ الدنيا.الثاني: هو التعاونُ البَـنَّاءُ بين الجمعيةِ القطريةِ لتأهيل ذوي الاحتياجاتِ الخاصةِ والـمركزِ الدوليِّ للأمنِ الرياضيِّ، لأنَّـه يُشيرُ إلى أهميةِ العمل الـمُؤسَّسيِّ الذي تقوم عليه الدولةُ الـمَدنيةُ، وهو الضامنُ الأولُ لنجاحِـنا في الوصولِ ببلادِنا إلى مستوياتِ متقدِّمَـةٍ من التَّحَضُّـرِ في نطاقاتِـهِ الرسميةِ والـمُجتمعيَّـة والفَرديةِ.نتمنى من اللجنةِ العليا للمشاريعِ والإرثِ، أنْ يكونَ حضورُها فاعلاً في مثلِ هذهِ الـمؤتمراتِ والفعالياتِ، لأنه سيضمنُ توفيرَ الدَّعْـمَ الإعلاميَّ لها، وسَـيُـحَـفِّـزُ القطاعَ الخاصَّ على التجاوبِ معها بالتَّـمويلِ والرعايةِ. وبالطبع، سيكون ذلك خطوةً كبيرةً نحو تفعيلِ الدورِ الذي تلعبُـهُ اللجنةُ على الـمستوى الوطنيِّ.كلمةٌ أخيرةٌ: أنْقِـذِ الحُـلْـمَ، عنوانٌ رائعٌ يُظْـهِـرُ الارتباطَ العضويَّ بين أبناءِ الـمجتمعِ وتآلفَـهُـم وأخلاقَـهُم السامية.