16 سبتمبر 2025

تسجيل

الحريات العربية!

27 فبراير 2013

الحريات لا تزال في وضع متردٍ وخطير، ولم تتحسن أوضاع الدول العربية في التقارير الدولية التي تتناول دراسة حقوق الإنسان والتنمية البشرية. حسب التقرير السنوي الأخير لـ "منظمة مراسلون بلا حدود" 2013، وبعد سنتين من انطلاق ثورات الربيع العربي لا تزال حرية الصحافة في العالم العربي في وضعية حرجة؛ إذ لا تزال "دول الربيع" كتونس ومصر تحتلان مواقع متأخرة في التصنيف العالمي لحرية الصحافة والوضع لم يتغير في الدول التي لم يحصل فيها أي تحول أو مطالبة بإصلاحات. تقرير المنظمة (Reporters Without Borders)، ارجع المراتب المتأخرة لتونس ومصر في مجال حرية الصحافة إلى الفراغ القانوني المنظم لقطاع الإعلام وتعيينات السلطة في المؤسسات الإعلامية والعنف الموجه ضد الصحفيين إلى جانب الملاحقات القضائية ضدهم. أما تقرير البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة ومنظمة العمل الدولية فأشار بدوره إلى أن غالبية الشعوب العربية مازالت تواجه صعوبات وتحديات كبيرة وضخمة ومن أهمها ارتفاع معدلات البطالة بشكل خطير، وارتفاع كبير في أسعار السلع والخدمات خاصة المواد الغذائية مما خلق ضغوطاً هائلة ومعاناة شديدة لشعوب هذه الدول وفي مقدمتهم أبناء الطبقات المتوسطة والفقراء ومحدودي الدخل. واعتبر التقرير أن "المقايضة المغلوطة" بين الحقوق الاقتصادية والسياسية كانت سببا في اندلاع احتجاجات الربيع العربي، ودعا إلى سير الإصلاحات الاقتصادية جنبا إلى جنب مع الإصلاحات السياسية. وذكر التقرير إلى أن المنطقة العربية "سجلت أدنى المعدلات من حيث النمو في دخل الفرد الواحد ومن حيث حرية التعبير والمساءلة" ما يعكس عدم انخراط المواطنين في وضع السياسات. وكشف التقرير أن المنطقة العربية تسجل أعلى معدلات الهجرة لدى المتعلمين وأصحاب المهارات، وأشار إلى أن معدلات البطالة في العديد من دول المنطقة لدى الشباب المتعلمين تساوي بل وتتخطى معدلاتها لدى الشباب الأقل تعلما، كما أن العمال المتعلمين لا يتقاضون أجرا أعلى بكثير من العمال الأقل تعليما. وانتقد التقرير حتى الدول الخليجية التي لم يتغير فيها الوضع بعد عامين من عمر الثورات بل فيها دول مازالت تحارب أي مبادرات إصلاحية حقيقية سياسية أو اقتصادية على أرضها وفي الدول العربية الأخرى.