22 سبتمبر 2025

تسجيل

شكراً جوجل

27 فبراير 2012

يوم السبت الماضي الموافق 25 فبراير احتفى موقع البحث العالمي Google بالرحالة العربي ابن بطوطة، وذلك بمناسبة مرور سبعمائة وثمانية أعوام على ميلاد أمير الرحالة، بحسب الموقع، الذي عرض في متن صفحته ست بطاقات مصورة كأنها طوابع بريدية تحكي منطلق رحلته ومنتهاها: " المغرب ـ مصر ـ الديار المقدسة ـ الشام والعراق ـ الهند ـ الصين ".وفي وقت فقدت فيها بلاد المسلمين بوصلتها السياسية وباتت سلسلة ممتدة من الممالك " القرن الرابع عشر " كانت رحلة محمد بن عبدالله اللواتي من بلاد المغرب التي تعيش تداعيات خروج العرب من الأندلس التي لم يبق منها غير شريط متاخم للبحر، إلى الشرق الخارج من وطأة الغزوين الصليبي والمغولي، في رحلة كان يبغي منها أن تزداد معرفته بأمور الشريعة الإسلامية، غير أن الرحلة استطالت قرابة ثلاثين عاماً طاف فيها أقاليم العالم الإسلامي، وسطّر ـ بمساعدة شاعر وأديب هو ابن جزي الكلبي ـ رحلته، وذلك بعد عودته إلى بلاده المغرب. ولا أدري إن كان ابن بطوطة قد دوّن ملاحظاته، وأعاد صياغتها بمساعدة ابن جزي الكلبي، أم أنه استعادها من صندوق ذاكرته على امتداد ثلاثة عقود؟تتوزع رحلة ابن بطوطة: " تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار " إلى سرديات متصلة تتموضع تحت عناوين متشابهة: " رحلة ـ في ذكر سلطان إقليم.....ـ حكاية ". مسجلة انتماءها إلى السرديات التي وضعت في حقل أدب الرحلات: " الذي يصور فيه الكاتب ما جرى له من أحداث وما صادفه من أمور في أثناء رحلة قام بها لأحد البلدان ".. وتُعد كتب الرحلات من أهم المصادر الجغرافية والتاريخية والاجتماعية ؛ لأن الكاتب يستقي المعلومات والحقائق من المشاهدة الحية، والتصوير المباشر، مما يجعل قراءتها ممتعة مسلية".ولعلّ قارئ الرحلة سيجد فيها ما يثير الفضول حول أمصار العالم الإسلامي، وذلك للمقارنة بين عوالم مختلفة جمع بينها المكان، واختلفت في الزمان والعمران والطباع البشرية والتكوين الديمغرافي المتغيّر عبر الزمن. يظفر القارئ بنشرة أخبار اجتماعية يجمع فيها الغريب المستطرف: " حجاج الأقاليم ـ حرفيو بعلبك ـ أهل سرمين ـ أهل مكة ـ علماء واسط ـ أعمى جدّة ـ أهل مقديشو ـ فتيان التركمان ـ أهل القسطنطينية ـ أهل ترمذ " راوياً من طرائف مأكولاتهم وطباعهم ومذاهبهم، مستعيناً بالحكايات التي يبثها بين الرحلات ـ تعطي القارئ تصوّراً عن أقاليم العرب والمسلمين التي طال بعضها التغيير، فانتقلت من دار إلى دار، وتغيّر أهلها وناسها، أو تغيّرت ديانتهم، أو مذاهبهم.وعلى أي حال فإنّ العرب المشغولين هذه الأيام بربيعهم وتبعاته، عن أشياء كثيرة، فإن واجبنا أننشكر هذا الموقع العالمي على التفاتته إلى الرحالة الأكثر شهرة في عالم الرحلة، الأمر الذي يمنحه بلا شكّ لقب: " أمير الرحّالة ".