13 سبتمبر 2025
تسجيلمدرسة الشرق النموذجية الواعدة الغرّاء. مسكن النوارس ومأوى العصافير ومرجع الرياضيين وموطن الأرقام القياسية. أيتها الأغنية التي تناقلتها الألسن، والأبجدية التي تداولتها المحابر، والقصيدة التي كللتها القوافي، والمشكاة التي فاضت نوراً في عصرٍ لجّيٍ، واللؤلؤة التي أباحت بسحرها كله وجاذبيتها كلها مستقطبةً القاصي والداني، متأهبةً لاحتضان الحدث كأمٍ رؤومٍ، ومستنفرةً لمواكبة اللحظات كعنوانٍ جليٍّ، ثم تمتطي صهوة المجد لتغطي كل التفاصيل بلهفة ومسؤولية وحرص متجاوزةً كل الإمكانات التي يمكن أن يتحملها بلد، أو تخوض غمارها دولة. تهب النسمة من هناك بالتحديد حيث يلتقي الخيال بالحقيقة، والشك باليقين والحلم بالواقع، فتغدو الجزيرة مسرحاً لنثر البذور، وعناق الأزهار، وجني الثمار في لحظة واحدة، في مشهدٍ فريدٍ عصيٍّ عن التحقق إلا تحت عباءة سمو الأمير، حيث المكان نفسه يتحدث بلغةٍ يفهمها الجميع، والزمان نفسه يقف عنوةً إذا ما أعْلِنَ أن عقارب الساعة انطلقت لتوها وبدأت الرحلة التي سيتردد صداها ما تتالت الأيام في كل أذنٍ، وعلى كل صعيد. أفسحي عن المزيد أيتها المرآة العربية، وتمددي في خاطر كل ضيفٍ ومتابعٍ ومُشاهدٍ عذبةً غضةً شهيّةً كتفاحةٍ أو سنبلة قمحٍ، فما بعد التعب سوى الراحة وما وراء التفكير وتسخير الإمكانات سوى التميز، وما خلف النظرة الحكيمة والتوجه السليم سوى المجد والعزّة والفخار، فليكن بعونه تعالى، وبهمة سموه، وبعزيمة الناظرين إلى العلا عرساً نفخر به كعرب، وتفخرون به كحاملي رايته بكل ثباتٍ وعنفوانٍ يطاول السماء.