12 سبتمبر 2025

تسجيل

شكراً من القلب..

19 أبريل 2024

ليست مجرد صورة عابرة، أو مجرد مشهد انقضى، أو قصة بطلاها من وحي الخيال، أو قصيدة جميلة ألقيتْ على مسرح الطفولة.. طفلان قد نسجا من البراءة عنواناً، ومن الكلمات حديثاً، ومن الضمير تاريخاً، ومن الإحساس وطناً، ومن التصرّف مناجاةً، ومن الإلهام طريقاً، ومن الطفولة سرّاً، ومن الفكرة وحياً، ومن الواقع أغنيةً مطلعها قطري بنفَس غزّي ولحن يقضّ مضاجع من سكتْ، ويؤزّ مسامع من صمتْ. قالت الطفولة كلمتها، وتنازلتْ عن دميتها، علّ الأذهان تصحو، والهمم تهبّ، والدعوات تنطلق، فلا أمرّ مما حدث، ولا أهول مما جرى، ولا أبشع مما ارتكب، ولا أخسّ مما حصل. لقد انفعل الطفلان واكترثا للحدث بصورة أقرب للخيال، وتفاعلا بكل جرأة محدثين ضجة في الوسط المذهول، وضوضاء في الواقع الذي لم يعد يحتمل، ثم سبقا الجميع إلى غزة، حيث الوجع والألم والمعاناة والقلق والخوف. شكراً أيتها الفطرة السليمة، والغريزة الصافية، والتوجه النقي، والحس الهادف... شكراً أيها البرعم النضر، والفنن الغضّ، والحلم الواعد، والبسمة الممزوجة بالدموع.. شكراً أيتها البادرة اللطيفة، واللّفتة المثلجة للصدر، والسابقة المهيّجة للضمائر، واللقطة المنسابة كالماء في العقول والقلوب.. شكراً لليد التي رعتْ، وللحضن الذي كلأ، وللعين التي سهرت، وللأرض التي أنبتت أطفالاً أضافوا للعزة معنىً آخر، وللإنسانية معاني أخرى.. كرم وهاشم... بكما نزداد أملاً بالحياة، وشغفاً بالمستقبل، ونخطو بكل جدارة خطوة إلى الأمام البعيد، حيث جيل من الأبطال ينتظرنا.