وفي أنفسكم أفلا تبصرون

طرأت هذه الأيام طفرة فكرية خاطئة وأفعال تدعو للدهشة والاستغراب فلقد كثرت حالات الإلحاد والهروب من الأوطان في العالم العربي بحجج واهية غير صحيحة مثل البحث عن الحرية والتحرر الفكري والاجتماعي والديني وأشياء أخرى كثيرة ولا يكون ذلك إلا بالإلحاد والعياذ بالله، ولا حول ولا قوة إلا بالله. فبعد أن أكرمهم الله جل شأنه بنعمة الإسلام وأتى بعظيم الشواهد على وجود خالق عظيم وراء هذا الكون كما أتى في القرآن العظيم الذي هو من كلام الله بحقائق كونية وعلمية وأحداث وإعجاز لغوي وبلاغة فائقة الدقة، وما وقع في تلك الأزمنة الغابرة وما وقع الان وما سوف يقع في المستقبل وفيه إثباتات علمية اذهلت علماء الشرق والغرب. كما بعث رسولا اجتهد ونال المشقة والتعب في زمن كان الجهل وعبادة الأصنام والأفعال البهيمية هي السائدة فجاهد بكل ما أوتي من قوة لكي يحرر الإنسان من أفكاره وأفعاله غير السوية ويرى النور بعد ذاك الظلام الدامس الذي خيم عليه سنين طويلة، ويخرجه من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ويكون له حظ وافر لنيل حياة أبدية في جنان لا عين رأت مثلها ولا خطر على قلب أحد بما فيها من نعيم مقيم وليست دنيا فانية كالتي نعيش فيها فيكفي عندما يتنزل المطر على صحراء جرداء ما تلبث إلا واخضرت وأنبتت من كل زوج بهيج، كذلك بما يتعلق بالحمل ومراحل تكون الجنين في بطن أمه ومن أي شيء تَكوّن وبأي وسيلة، فهذه بعض الأمثلة البسيطة التي تدل على وجود خالق كريم أبدع في كل شيء فهذا غيضٌ من فيض يدل على وجود خالق عظيم وراء كل ذلك، فهذه الذبابة لو اجتمع علماء الإنس والجن برغم التقدم العلمي في هذا العصر هل يستطيعون أن يعملوا مثلها كلا من المستحيلات فما أعطى الله الإنسان هذا العقل الذي لا يوجد إلا عنده ومُيزه به عن باقي المخلوقات إلا لكي يتفكر في خلق السموات والأرض أو تعاقب الليل والنهار. فأينما توجه بصرك ترى عظمة الله في كل مكان بما في ذلك الإنسان نفسه فالله في غنى عن البشر فبعد أن هداهم لطريق النور اتبعوا طريقا يكسوه الظلام والمصير المؤسف. وآخر الكلام في نفس الوقت الذي يُلحد فيه البعض ربما مصاب بأمراض نفسية ويشوه صورة وطنه من أجل أن يكون ذلك جواز مرور إلى الغرب لكن في نفس الوقت انظر للكم الكبير من الغربيين الذين يدخلون الإسلام عن قناعة ولم يجبرهم أحد على ذلك لكن عرفوا أنه دين الحق الذي يُنادي بحقوق الإنسان المختلفة ويحرم الله الظلم الذي حرمه على نفسه أولا. [email protected]