الملاذات الآمنة.. موقف قطري إنساني

جاء ترحيب قطر بدعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإقامة مناطق آمنة في سوريا، تأكيداً على موقفها الإنساني الثابت، ومطالبتها الدائمة بضرورة إقامة الملاذات الآمنة، بغرض حماية الأبرياء والمدنيين السوريين من آلة الدمار والتشريد، ومن المجازر التي ترتكبها قوات بشار الأسد بحقهم.ولا يخفى على أحد، أن اعتزام الولايات المتحدة الأمريكية توقيع قرار تنفيذي بوضع خطة لإنشاء مناطق آمنة في سوريا وغيرها من الدول القريبة، بداية قوية ومهمة لضمان سلامة المدنيين من القتل والتشريد والدمار، وفق القرارات والقوانين الدولية.إن القوانين الدولية الإنسانية، التي أبرزها اتفاقيات جنيف لعام 1949 وبروتوكوليها الإضافيين لعام 1977، تنص على أنه لا يمكن في أي حال من الأحوال تعريض الأشخاص المدنيين للقتال والهجمات، بل يجب حمايتهم من أي خطر، فالسكان المدنيين هم الأكثر عرضة لدفع فاتورة النزاعات المسلحة، خاصة الفئات الأكثر ضعفا كالأطفال والنساء والشيوخ والنازحين.وفي واقع الأمر، فإن إخفاق المجتمع الدولي في حماية السكان المدنيين في النزاعات المسلحة وغيرها من حالات العنف، يعود إلى عدم احترام حاملي السلاح والقوات المتحاربة للقوانين الإنسانية، وليس لخلل المنظومة القانونية الدولية.وفي نفس الإطار، لم تغفل قطر وسياستها الخارجية الثاقبة، التشديد على ضرورة مساهمة نتائج مباحثات أستانة الأخيرة في تثبيت وقف إطلاق النار، وكذا إنشاء آلية رقابة فعالة وعملية، لتهيئة الظروف المناسبة لمفاوضات جنيف في جولتها المقبلة.