19 سبتمبر 2025
تسجيللا يعرف معاناة العنوسة إلا من عايشها، ولا يستشعر ألمها إلا من كابدها، فأثرها على الفرد شديد القسوة، وكلما يمر يوم يزداد العانس (ذكرا أو أنثى) تعبا ومعاناة،خاصة إذ لم تلح في الأفق بوادر انفراج، والأثر الفائت لا يتوقف عند العانس بل يتجاوز ذلك إلى المجتمع، خاصة تلك الأسرة التى تزداد معاناتها يوما بعد يوم حين ترى ابنتها أو ابنها والأيام تمر وتتبعها الشهور والسنون وهو على حاله لا يتحرك ولا يتوقف بل ربما يتراجع ويتدهور.وقد تحدث كثير من الباحثين عن أسباب العنوسة وكذا عن علاجها، وقدموا أدوية نافعة وناجعة، وجاءت مؤسسة (راف للخدمات الإنسانية) وقامت بالخطوات العملية التي تساعد في تخفيف هذا الألم، وعلى مدار ستة أعوام أنهت معاناة 1720 شابا وشابة، وحققت لهم أحلامهم، واتخذت منهجا واضح المعالم في معالجة تلك المشكلة يجمع مع المساعدات المالية والهدايا العينية دورات تدريبية وتأهيلية في مهارات الحياة الزوجية للشباب والفتيات مع إتاحة الجلوس مع كبار الخبراء والاستشاريين في المحاور التي تهم المقبلين على الزواج.وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم علمنا أن من أحب الأعمال إلى الله عز وجل إدخال السرور على المسلمين وذلك في قوله: (من أحب الأعمال الى الله سرور تدخله على قلب مسلم) فكيف بمن ساعد في إدخال السرور على آلاف الأسر وذويهم وأهلهم، وإذا كان التنفيس عن مسلم ثمنه من جنس العمل كما قال صلى الله عليه وسلم:( من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة) فكيف بمن نفس الكرب عن آلاف الشباب الذين يريدون حياة كريمة ويخشون الوقوع فيما حرم الله عز وجل، في عصر اجتاحت فيه القنوات الهدامة والمواقع الإباحية بيوت الناس وهواتفهم، ويذكر المختصون أن الشبكة العنكبوتية وحدها بها ثلاثة وعشرون مليون موقع إباحي، هذا فضلا عن ثمانمائة محطة فضائية ريعها يبث الدعارة والفحش،نسأل الله السلامة والعافية.إن ما تقوم به مؤسسة (راف) جهد ينبغي أن يشكر عليه أهله، وخطوة ينبغي أن نبني عليها وأن نسهم فيها، ونحن هنا ندعو إخواننا من أهل اليسار المادي والفكري على حد سواء دعم مثل تلك المشروعات الهادفة التي تحمي الوطن وترسخ فيه قضية الأمن المجتمعي.