18 سبتمبر 2025
تسجيلمراقبة تزاحم الأحداث على وجه البسيطة في الآونة الأخيرة ليست بتلك المهمة البسيطة أبداً، خاصة أن منها (تلك الأحداث) ما قد حمل في جوفه خسارة يدركها وبشكلٍ جيد كل من قد وقعت على رأسه في حين أن غيره قد اكتفى بالتفرج فقط وإن تمكن التأثر من ملامحه فشارك بحضوره الذي لا يكفي صراحة لترجمة حقيقة تأثره بما حدث، ولكنه على الأقل سيكشف مدى تورط مشاعره في الأمر؛ ليُبرر بذلك كل ما قد كان منه وسيكون. الحديث عن الخسارة تفرض علينا الحياة بين الحين والآخر لحظات صعبة جداً، تُجبرنا على معايشة الخسارة تارة، والتسبب بها تارة أخرى، والحق أن التواجد تحت ظل المرحلة الأولى لهو أهون بكثير من التواجد تحت ظل المرحلة الثانية، التي سنفقد معها إنسانيتنا ولأي سبب من الأسباب التي قد تظهر؛ لندركها وقد لا تفعل. إن ما يلفت النظر في هذا الموضوع برمته والحديث عن (الخسارة) التي طلت بغرة هذا المقال، هو أن الخسارة تشمل الكثير من الأنواع، منها وهو ما سنُسلط الضوء عليه في هذا اليوم ما يكون لكل شخصية لها وزنها، الذي يزيد من قيمة المجتمع، الذي تنتمي إليه، ويتأثر بغيابها فعلاً بشكل من الممكن أن نتجاوزه ومن الممكن ألا نفعل، وما يهم هو سد تلك الفجوة التي تسبب بها غيابها تلك الشخصية، بمتابعة ما قد بدأت به من إنجازات عظيمة دون أي تقصير يسمح بفتح الباب أمام ضرورة عقد المقارنات لكل ما كان، ولكل ما يجدر بأن يكون. وماذا بعد؟ لكل فرد من أفراد المجتمع الذي يحتويه قيمة تُحددها أفعاله، ولا يمكن أن نبخسها حقها طالما أن صاحبها يُخلص وفي كل مرة بعمله الذي يقوم به وإن كان متواضعاً، وعليه يجدر بنا جميعاً تقدير العامل بتقدير عمله، الذي يؤدي الغرض منه في المجتمع، خاصة أن لكل مهمة دورها الجلي في دعمه والمساهمة بنموه وتقدمه، ما يطالب كل واحد منا في المقابل بأن يهتم بعمله كما يجب وذلك؛ كي يقدم أفضل ما لديه، وكي يكون قدوة لغيره، ممن سيتأثر به وسيحرص على أن يكون مثله، وبصراحة فإن ما يمكننا إدراكه ضمن هذه العلاقة العكسية هو التالي: لا يجدر بنا التقليل من قيمة أي عمل يُقدمه الآخر مهما كان بسيطاً وذلك؛ لأن ما يقدمه يحمل بجوفه الكثير من الخير للمجتمع، فإن قللنا من قيمته، سيؤثر ذلك سلباً على من تقدم به؛ ليتهاون ومع مرور الوقت بعمله، فيتقلص الأداء ويتلاشى ويختفي تماماً، الأمر الذي سيربك توازن المجتمع، الذي سيعاني من اضطرابات شديدة متى تكرر الأمر مع غيره، وهو ما سيؤثر سلباً على الجميع إلا إن تم تدارك الأمر، وأدرك كل واحد منا أهمية دور الآخر في كل ما يتقدم به؛ ليبارك له إنجازه، ويوجهه متى استحق ذلك. وأخيراً إليكم مني هذه الكلمات: حين نموت ونرحل لا يتبقى منا أي شيء للآخرين سواها (الذكريات)، التي نخطها بإنجازات يفوح عبيرها بعد أن يُكتب الرحيل ويكون، وهو ما يعني أننا من نكتبها تلك الإنجازات؛ ليتفاخر بها التاريخ يوماً (ما)، كما سبق له أن تفاخر بإنجازات عظيمة لكل من عظم شأنه بفضل إنجازاته التي تقدم بها، ولا يستحق منا من بعد رحيله سوى الدعاء له بالرحمة والمغفرة، ومتابعة ما قد بدأ به؛ كي يتم كما سبق وأن خطط له من قبل وبإذن الله تعالى.