12 أكتوبر 2025
تسجيلمنذ فترة، نشرت هذه القصة التي كتبها أحد شخوصي في رواية اسمها طقس، ما زلت أعمل عليها، على صفحتي في فيس بوك، كنموذج لما يطلق عليه الآن: القصة القصيرة جدا. تقول القصة واسمها: دون كيشوت لا علاقة له بسرفانتس، على لسان: شعيب زهري، القاص الذي يكتب قصصا قصيرة جدا، كما قدم نفسه:الأخضر الفاتح: لون قميصهالأسود الكئيب: لون بنطاله.الذي يرقد في جيبه هو عنكبوت الفقر.التي تضيء أعلى رأسه: هي الصلعة، والذي يحتضر في صدره هو قلبه.لم تكن هناك طواحين متوفرة للهواء ليحاربها، فاختار أن يحارب المرأة.نشرت هذه القصة، كما قلت وكان الغرض من ذلك، كما هو الغرض من الرواية نفسها، أن أتعرض لما يحدث في سكة الكتابة، ومشكلاتها المزمنة، وكيف يمكن أن يوصف كل ما يكتب بأنه خلاق، وبطل هذه الرواية، هو روائي يتعرض لتعقيدات كثيرة في مسيرته، ويحاول أن يضيف شيئا على صعيد عمله الخاص أو لآخرين يلتقيهم في الدرب ويكلفونه بأشياء متعددة. المهم أن قصة دون كيشوت هذه، ولاستغرابي الشديد، وجدت أصداء طيبة من القراء، خاصة أولئك الذين يكتبون هذه النوعية من القصص، ويعتبرونها كتابة خلاقة.شخصيا، حين أعدت قراءة قصة زهري، هذه لم أجد فيها أي شيء إبداعي ولا جدير باعتباره فنا، فقد قمت بتركيبها مكان عدد من المفردات، ولكن أين مغزاها الحقيقي؟، أين المتعة التي يمكن أن يجدها قارئ الآداب، من عدة كلمات مشتتة في عدة جمل، وكتبت في سطرين؟حقيقة لا أريد أن أنتقد فن كتابة القصة القصيرة جدا، ولها كتابها كما قلت وإن كنت لا أعرف حجم قرائها، لأنني لا أعرف كاتبا مشهورا جدا لهذا النوع من الكتابة، فقط أردت أن أقول، إن الإبداع يعني أن تنحت عالما كبيرا، تنحت مدنا وشوارع وناسا وتجارة ومجتمعا، وعدلا وظلما وخيرا وشرا، هكذا... وتتحدث عنه مبينا فكرة ما، أو راصدا لأحداث ما. بعض القصص القصيرة التي كان يكتبها يوسف إدريس وإبراهيم أصلان، ومحمد البساطي مثلا، رسمت مثل هذه العوالم باختزال شديد، أي عدة صفحات لكن ليس سطرين أو ثلاثة، ورغم ما قد تجده هذه القصة القصيرة جدا الآن من اهتمام، إلا أنني أصر على ما ذكرته، بضرورة أن يكون الفن القصصي يحمل فكرة ورؤية، وليس صورا مبتورة، يمكن أن تصلح لشعر لا للقصة.عموما، لا أحد يستطيع السيطرة على ما يكتب في هذه الأيام، وأصبح كل شيء يمكن أن يكتب، والرواية هي المستهدف الرئيسي في الكتابات، تكتب أحيانا عن فهم ودراية وأحيانا هكذا نوعا من المغامرة، لمن يريد أن يصبح كاتبا.