17 سبتمبر 2025

تسجيل

وتحقق الحلم

26 ديسمبر 2022

أُسدل الستار على فعاليات ومباريات مونديال كأس العالم 2022، الحلم الذي انتظرناه اثني عشر عاماً وتخيلنا كيف سيكون وكيف سيؤثر على البلد وكيف سنستقبل الجماهير من كل بقاع العالم وهل ستتحمل الدوحة كل المتوافدين عليها هل ستتوفر المواد التموينية هل ستكفي غرف الفنادق، هل سنتمكن من زيارة أهالينا وأصدقائنا، هل فعلاً سيقام كأس العالم خاصة عندما مررنا بالأزمة الخليجية وبعدها أزمة فيروس كورونا وساد الكساد الاقتصادي العالمي وتوقفت معظم المعاملات وانحبسنا في البيوت، وحتى بعد انفراج الأزمات استمرت التساؤلات والتكهنات وظهر المنجمون وأحدهم تنبأ بعدم إقامة المونديال لاسيما مع حرب روسيا على اوكرانيا والبعض راح إلى أبعد من هذا ووعد بانتهاء العالم في 2022 وغيرها من الاسباب التي ربما أدخلت الشك إلى قلوبنا للحظات من عدم إقامة المونديال ولكن من ناحية أخرى عندما ترى ورش العمل المستمرة في الدوحة وجاهزية البنية التحتية وافتتاح مرافق الخدمات العامة وإعداد المتطوعين وقبول الموظفين في الوظائف الشاغرة وفتح الفنادق وجاهزية الملاعب وتصريحات المسؤولين تتيقن أن المونديال قائم، وفعلاً كانت قطر ومسؤولوها قد الوعد الذي قطعوه على أنفسهم أمام العالم بإقامة مونديال 2022 ومنذ اثني عشر عاماً رحبَ سمو الأمير الوالد حفظه الله بجماهير المونديال وانتظرهم، ومع اقتراب التاريخ المحدد لانطلاق المونديال وهو 20 نوفمبر تزينت قطر بأحلى زينتها واحتضنت المشجعين من كل أقطار العالم واستطاعت خلال أيام تغيير الصورة النمطية للعرب خاصة وأن بعض الغرب يعتقد أن البلاد العربية والخليجيين تحديداً بعيدين عن الحضارة والتطور والتكنولوجيا، والانبهار كان واضحاً على معظم الجماهير التي عبّرت عن مشاعرها ورأيها تجاه قطر وكيف أنها انصدمت بالمرافق المتطورة وسماحة الشعب ونظافة البلد في كل زواياها، والأهم تأثرهم بالثقافة العربية القطرية، التي جذبتهم لدرجة حرصهم على شراء الملابس التقليدية وهذا دليل على تحقيق احد أهداف إصرار قطر على إقامة المونديال. أجواء رائعة عاشها الصغير والكبير المواطن والوافد واستمتعنا بمفاجآت المونديال من الناحية الفنية لكرة القدم وفازت فرق صغيرة على فرق عملاقة، وخرجت فرق من البطولة مبكراً توقعناها أن تحقق الكأس، ولكن الاغلبية وضعت آمالها في الأرجنتين وتمنت ودعت أن تحصد كأس العالم وأن يتوج ليونيل ميسي بطلاً لكأس العالم 2022 ليخلف الاسطورة مارادونا الذي حصد كأس العالم في 1986، وبعد مباراة قوية لا تخلو من الاكشن وحبس الأنفاس تمكن الفريق الارجنتيني من الفوز وإسعاد قاعدة جماهيرية عظيمة ممتدة حول العالم لم تقتصر على شعب الأرجنتين فقط، وفي اليوم الوطني لقطر والذي نجدد فيه الولاء والوفاء لبلدنا الغالي وولاة أمرنا، احتفل الارجنتين معنا بتتويج منتخبهم بكأس 2022، فاقترن الفوز والإنجاز بيوم الوحدة والقوة والإنجاز لقطر فلن تنسى الذاكرة الرياضية يوم 18 ديسمبر الذي أصبح خالداً في أذهان العالم بأنه اليوم الذي فازت فيه الارجنتين بمونديال قطر 2022 وفي يومها الوطني وسيردد العالم هذا التاريخ ما ذكروا تاريخ كأس العالم، وربما اللقطة الأشهر والتي خُتم فيها مونديال 2022 هي اللحظة التي تفضل صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد حفظه الله بوضع البشت القطري على ميسي قبل حمله لكأس الذهب وقد كانت فكرة ذات دلالة عميقة جداً فالبشت يرمز للرجولة والوجاهة والعز والفخر والمشيخة والحكمة والنصر كما أنه من الملابس الفاخرة للرجال في قطر والخليج وكأن قطر تُصّدر للعالم ثقافتها الرصينة وحكمتها ووفاءها بوعدها من خلال ذلك فالرجال فقط من يوفون بوعودهم. واحتفى ميسي وفريقه بالبشت والكأس معاً وعبروا عن فرحتهم أمام ملايين البشر الذين تابعوا مباريات كأس العالم في قطر رغم أنف بعض القنوات الغربية المغرضة والتي كانت تدعو لمقاطعة كأس العالم وتتحين الفرص وتبحث عن الثغرات لانتقاد قطر إما بموضوع العمال المُستهلك والذي ردت عليه المنظمات الحقوقية وإما بموضوع المثليين وسعيهم لنشر انحلال الاخلاق بما يعارض الفطرة الطبيعية وإما بمنع الكحول الذي وبرأي الاغلبية من الجماهير الاجنبية أن قرار عدم توفره في الملاعب صائب مما جعلها أكثر أماناً وانتهت المباريات بدون مشاكل وتعّدي على الآخرين، فمهما حاولت تلك القنوات انتقاد قطر فلا يهم القافلة نبح الكلاب، المونديال نُفّذ بطريقة تنظيمية مُبهرة واستمتع الجميع وحضر للدوحة من أراد اكتشاف الحقيقة وبالتالي سيصّدرها لمجتمعه. أفتخر بانتمائي لهذه الأرض الطيبة وأرفع رأسي عالياً ببلدي وإنجازاته وسياسته الداخلية والخارجية وعلمتني سياسة بلدي أن لا أنحني لأحد مهما كان، وأن اصّر على موقفي طالما أنه هو الحق وهو الصح وأن لا أحابي ولا اقدم تنازلات على حساب مبادئي وأخلاقي. شكراً قطر على الدروس التي قدمتيها للعالم، شكراً قطر على الوفاء بالعهد، شكراً أنك جعلتينا كقطريين نتباهى بإنجازاتك، شكراً لسمو الأمير الوالد حفظه الله على جلب الحلم وشكراً لسمو الأمير تميم بن حمد حفظه الله على تحقيق هذا الحلم وشكراً للمبدع الممثل الشخصي لسمو الأمير الشيخ جاسم بن حمد الذي عمل بصمت وابدع في كل التفاصيل التي أبهرت العالم شكراً لكل افراد الاسرة الحاكمة الذين قدموا نموذجاً يحتذى به للاسرة القطرية المتحابة المتواضعة الراقية في التعامل، شكراً لسمو الشيخة موزا بنت ناصر حفظها الله أيقونة الفكر والثقافة واللطافة والاناقة ووجودها في كل المحافل حافزاً وقدوة لكل القطريات. * شكراً لكل الوزارات والهيئات التي ساهمت في إنجاح المونديال، وزارة الداخلية ووزارة الدفاع وتأمين أمن البطولة، وزارة الصحة وتأمين الرعاية الصحية للجماهير، وزارة الثقافة وجهودها الواضحة في التعريف بثقافة البلد وتراثها، وزارة المواصلات وتأمين أعلى مواصفات في المواصلات، وزارة التجارة والصناعة، وزارة الرياضة والشباب وكل الهيئات العامة التي لا يسع المجال لذكرها. شكر خاص لكل القائمين على لجنة المشاريع والارث 2022 على عملهم طوال هذه السنوات بجهد وإخلاص اهتمامهم بكل التفاصيل التي ابهرتنا وجعلت من المونديال نسخة استثنايية لن تُنسى. شكراً للصحافة والقائمين عليها شكراً للقنوات والإذاعات الإعلامية في قطر، شكرًا للقائمين على تلفزيون قطر الذي ظهر بنسخة متطورة، عصرية وبروح متجددة انعكست على الشاشة، شكراً لقنوات الدوري والكأس التي تميزت ببرامجها الرياضية والروح الخفيفة في برامجها والشكر الخاص لبرنامج المجلس ومقدمه الإعلامي خالد جاسم الذي سحب البساط من باقي القنوات وبرامج التحليل الرياضية وانفرد بتقديم محتوى مميز خلال مونديال قطر 2022.