10 سبتمبر 2025
تسجيلهل أنتَ من الذين يأخذون الحياة على محمل الجَدّ دائماً ؟ هل تراها بعينيك ساحةً للصراعات، أو لإثبات الذات، أو حتى لسحق بعض خصومك ؟ هنيئاً لك ! فلقد وقعت في الفخ ! كلما أخذت الحياة بفرط جدّية وعمل كلما أظهرت لك وجهها العابس، وفي أحسن الأحوال وجهها المُرّ الصعب ! ستعيش (المكابدة) وحرقة الأعصاب، وربما الخيبات المتتالية ! الحياة ببساطة ليست إلا لعب ولهو ! ولكي أُقرّب المقصد، وتتضح الصورة أكثر.. الحياة تشبه كثيراً لعبة (كرة القدم ) ! ومن قريبٍ جداً ودعنا أيام مونديال كأس العالم، وأعتقد أن أغلبنا بات على بيّنة من المقصد من مفهوم (لعبة) ! اللعب في حقيقته لا يعني انعدام الجدّية والعمل والإصرار، أو غياب القوانين والحدود، ولا يعني كذلك غياب الهدف أو استمرارية السعي ! لعبة مثل لعبة كرة القدم لها قوانينها، ووقتها المحدد، ولها تدريباتها وجدية الاستمرارية فيها، ولها أهداف تحققها، ولها مقامات ودرجات ترتقي لها، وفيها جهد يُبذل، وحماس وشغف يُوجّه.. إلا أنها في النهاية تتم بهدف المتعة، وبهدف تحقيق الانتصارات ولكن دون تشنج زائد.. الحياة تماماً كتلك اللعبة المفضلة عند الكثيرين، لها قوانينها وأنظمتها وجزاءات اختراق قواعدها، ولها مكافآتها وانتصاراتها.. تتطلب المهارة، واستمرارية الدُربة، وتحتاج الخبرة، والتعاون مع بقيّة أعضاء الفريق.. ولكن في المقابل يفسدها التحكم الزائد، أو الجدية المفرطة، أو حب الاستئثار باللعب والفوز، لأن النتائج حينها _حتى لو تحققت _فإنها ستتحقق بعناء وأزمات وربما تُخسر العديد من العلاقات، وربما يتم تدمير الفريق أو التلاعب على القوانين ! للحياة قوانينها الإلهية، ومن يُجيد اللعب سيعرف جيداً كيف يستمتع، وكيف يُطوّر نفسه ليرتقي، وكيف يتعاون ليصبح الفوز للجميع ممتداً، وكيف يكسب بهجة حاضره، حتى لو خسر في بعض المرّات أو تعثّر ! وسيُدرك كيف يتزن فيستمتع بالمتاح وبالموجود، وكيف يطلب في نفس الوقت المفقود، ويتطلّع للأفضل.. وكيف يفوز في دنياه وأخراه دون أن يقع في فخ التعب والنصب والجهد المُهدر ! *لحظة إدراك: ليس معنى اللعب واللهو غياب الانضباط والالتزام ووضع الأهداف! وليس معنى ذلك غياب الغايات الكُبرى، وزرع طيب النوايا قبل الأعمال ! إنما المعنى الاتزان بين الاستمتاع والتحقيق، ومعرفة الأثر بين الجهد والنتيجة، وتبيّن معنى أن الحياة التي نحياها مهما بلغ مبلغها فهي (دُنيا) ! وأن هناك ما يستحق أكثر أن نقدّم لأجله، ولا نخسر في سبيله أنفسنا !