قطر.. نموذج يحتذى

لا تتوانى دولة قطر في الإعراب عن إدانتها واستنكارها الشديدين لأي عمل إرهابي في أي مكان يقع ومن أي جهة جاء، ومهما كانت منطلقاته ودوافعه وأسبابه، وهو موقف مبدئي ثابت انطلاقا من استشعارها بخطورة ظاهرة الإرهاب والتطرف العنيف التي ظلت تشكل خطراً داهماً يهدد العالم بأسره. ولا تكتفي قطر بهذا الموقف، لكنها تظل تسعى للإسهام بشكل إيجابي للقضاء على الإرهاب، من خلال نهج شامل يعمل على معالجة الجذور السياسية والاقتصادية والاجتماعية لهذه الظاهر، جنبا إلى جنب مع الأدوار الأخرى التي تقوم بها فيما يتعلق بالمشاركة الفاعلة في العمل الأمني والعسكري من خلال الجهود الدولية لمكافحة التطرف العنيف.. ولكونها تسعى إلى معالجة جذور الأزمة، فإن قطر تساهم بشكل كبير في حل النزاعات سلميا عبر الوساطة وتوفير فضاء للحوار مثل منتدى الدوحة ومؤتمر حوار الأديان وغيرهما. كما تقود مبادرات رائدة من بينها توفير التعليم لنحو عشرة ملايين طفل في مناطق النزاعات حول العالم، من خلال مؤسسة التعليم فوق الجميع وحدها، بينما تقوم مؤسسة صلتك المعنية بدور كبير في التمكين الاقتصادي للنساء والأطفال لاسيما في الشرق الأوسط وأفريقيا، حيث مكنت حوالي 1.6 مليون طفل وامرأة حتى اليوم، وهي تستهدف تمكين 5.8 مليون طفل وامرأة بحلول 2022. وفي هذا الإطار يمكن الإشارة إلى اتفاقية الشراكة بين دولة قطر ومكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب والتي قدمت قطر بموجبها مبلغ 75 مليون دولار من أجل تعزيز قدرة هذا المكتب الأممي لمكافحة الإرهاب. وكذلك الشراكة بين مؤسسة صلتك وفرقة العمل المعنية بالتنفيذ في مجال مكافحة الإرهاب، بهدف بناء القدرات وإطلاق مشاريع في المنطقة العربية تستهدف الوقاية منه. إن الأدوار التي تضطلع بها قطر في مكافحة الإرهاب، أوسع وأشمل من أن تحصى وهي تجعل منها نموذجا يحتذى به على مستوى المنطقة والعالم.