18 سبتمبر 2025
تسجيلرغم مرور أربعة أشهر على وقف إطلاق النار الذي أنهى العدوان الإسرائيلي على غزة ، مازال المظهر العام للقطاع وظروفه تؤكد انه في حالة حرب وان التهدئة لم تحقق شيئا للشعب الفلسطيني المحاصر، فالمعابر لا تزال مغلقة ولا تفتح إلا وفقا لمزاج حارس البوابة في مصر أو إسرائيل كما أن المعابر لا تسير وفقا لأية آلية سواء كانت آلية العام 2012 أو للآلية التي اتبعت في عهد سلطة رام الله.عشرات آلاف الفلسطينيين مازالوا يفترشون الخيام أو مدارس وكالة الغوث وعملية إعادة الإعمار تتعثر مرة بآليات دولية وتارة بمزاجية الاحتلال والأطراف الراعية لوقف النار، لقد أكد البيان الذي نص على وقف النار في أغسطس الماضي على سرعة إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية ومستلزمات إعادة الإعمار، و السماح بالصيد البحري انطلاقا من 6 أميال ، واستمرار المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين بشأن الموضوعات الأخرى خلال شهر من بدء تثبيت وقف إطلاق النار ومع ذلك لم يعقد حتى الآن اجتماع واحد لمناقشة باقي البنود الخاصة بالميناء والمطار ورفع الحصار مما حدا بالفصائل الفلسطينية التي اجتمعت أمس في قطاع غزة لمطالبة مصر باستئناف رعايتها لجلسات المفاوضات بينها وبين اسرائيل لتثبيت اتفاق التهدئة، فإسرائيل لم توقف عدوانها ومازالت تقوم بعمليات القصف والقنص والاستفزاز لأسباب انتخابية داخلية وتهدد بجر المنطقة لحرب جديدة.لقد كان من المفترض استئناف مفاوضات التهدئة منذ منتصف نوفمبر الماضي ولكن للأسف لا يبدو أن أحدا يعبأ بقطاع غزة ما دامت الصواريخ لا تنهمر على إسرائيل وكأن الوضع الطبيعي هو ان يبقى القطاع محاصرا جائعا تحت رحمة حراس المعابر ، لقد قدم الفلسطينيون في الحرب الأخيرة 2200 شهيد وخاضوا قبل هذه الحرب حربين في الأعوام 2012 و2009 وهم مصرون على ألا تذهب تضحياتهم هباء وفي ظل التجاهل الدولي والعربي والإسرائيلي لمأساتهم فلا شيء يمكن ان يمنع انفجار الوضع مجددا في القطاع ولن تنفع عندها دعوات التفاوض من أي وسيط.