16 سبتمبر 2025

تسجيل

نعم أيادينا بيضاء..ولكن؟

26 ديسمبر 2012

القلوب بيضاء.. الأيادي كريمة.. البلد في خير..والناس عايشة بنعمة والحمد لله.. الأضعف فيهم مستور بستر الله.. والحياة ماشية.. الجميع متعايش مع الغلاء ولو اختنق لحد التقشف المملح. ولكن ورغم ذلك النفس طيبة وتمد الخير كلما استطاعت.. ولكن هناك من يستغل ذلك فينا.. هناك من يعتقد أن الأموال تسقط علينا من السماء.. ونحن ممددون على الارائك.. هناك من لا يريد أن يعمل ويكسب قوت يومه.. هناك من يمتهن نهب الجيوب باسم التسول والحاجة، أنا هنا لا أتحدث عن الجميع هناك من يحتاج فعلاً وتحده قسوة الحياة ولكني أقصد من يستغلوننا، الجميع من جنسيات مختلفة، أصحاء، كاملو الخلقة، يحملون وثائق من أين أتوا بها لا أعلم، الذي دفعني لكتابة هذا الموضوع المستهلك هي عدة مواقف تنبئ أننا نحتوي في قطر على عصابات فردية ومزدوجة وجماعية يدخلون بإقامات للعمل ويدخلون أسرهم التي تشاركهم بالدرجة الأولى هذه المهنة المربحة، نعم مربحة لأن الناس في قطر طيبة وكريمة. والأسوأ أن البعض منهم يأتي في زيارات سياحية يجمع ما يستطيعه ويرحل ويعاود الكرة كلما أراد. مازلت أتذكر منذ فترة قرابة السنة منذ خرجت من أحد الأسواق فاستوقفتني سيارة بلوحة خارجية لإحدى دول الجوار، سيارة من نوع الكروزر موديل 2007 فيها عائلة آسيوية، تحدثوا معي بلطف واستحياء أنهم أتوا للسياحة وفقد الأب كل أوراقه الثبوتية في أحد الأسواق وأن الشرطة أخبرته أن الأمر يتطلب عدة أيام وأن كل ما يريده مني أن أعطيه ما أستطيعه كي يملأ السيارة بالبترول ويطعم صغاره، أعطيته المقسوم، وشكرني ذاهباً، حتى فوجئت به بعد أكثر من أسبوع في الكورنيش يقوم بنفس العمل مع آخرين، وقفت أراقب ما يفعل وبالفعل يوقف من يستطيع من المارين ويمدون له عن طيب خاطر ما في جيوبهم. هنا عرفت أن المسألة نصب وتسول من نوع جديد أكثر ذكاء. اقتربت منهم وأشرت له بالتوقف، وسألته عما رأيته ماذا تتوقعون، هرب تحرك بسرعة، حسناً هذا واحد. ماذا عن البقية الذين يأتون إلى مكاتبنا في مقر أعمالنا ويتسولون باسم الحاجة والمرض. ماذا عن الذين يتسولون باسم الاغراء والميوعة. ماذا عن الذين يتسولون باسم الدين والأخوة. قبل أن أغلق نافذة هذا الصباح.. لابد أن تنشط وزارة الداخلية التي لم تقصر سابقاً في مطاردتهم. في التدقيق على الفيز وأسباب الدخول، في منح الإقامات. في هذا النشاط الذكي السهل لطيبة الناس. نحن لسنا سيئين لكننا لسنا مغفلين، هنا توجد أماكن كثيرة للخير تعمل جاهدة لمساعدة المحتاجين والأسر المتعففة، لسنا مسؤولين عن ظروفهم ولا كسلهم ولا عن وجودهم هنا، نحب أن نساعد وعن طيب خاطر المحتاجين الذين يبكون دماً قبل أن يطلبوا خبزاً ولكننا نرفض أن نُستغل وأن نُسرق لطيبتنا.