19 سبتمبر 2025

تسجيل

الله لا يغير علينا بالخليج؟!

26 ديسمبر 2012

يبدو أن دعواتنا لم تعد تصل إلى السماء لأنها عكس القوانين الكونية، وأن سمة الحياة التبديل والتغيير، فالله غير علينا بالفعل في الخليج. والتغيرات تحيط بنا من كل زاوية واتجاه، وكيفما ولينا وجوهنا.. الصراعات العسكرية والحروب الأهلية شبح يهدد الجميع في ظل عدم استقرار الأوضاع وتفاقمها وقابليتها للانفجار دون سابق إنذار في ظل وجود جار شمالي عنيد يحمل عدائية تاريخية وجغرافية مختلطة بدماء عرقية فارسية وسياسية مذهبية إيرانية، وانقسامات وتصفيات للخصوم السياسيين للإخوة وأبناء العمومة عند الجار العراقي، الذي تطبخ قراراته في طهران على طبق من صفيح بعدما تسلم مفاتيح بغداد على طبق من ذهب.. وفي اليمن الحزين وجنوبه المعدم، الذي يعاني التهميش، وعادت دعوات الانفصال والاضطرابات الأمنية وأعمال العنف المستمرة بدون توقف، وفي سوريا التي تحولت إلى محرقة تقضي على الأخضر واليابس، على كل معالم الحضارة والمدنية، التي اشتهرت بها دمشق وتاريخها الملطخ اليوم بالدماء والمجازر والمرشحة - حتى بعد القضاء على نظام البعث القاتل- للدخول في حروب أهلية وتقسيمات جغرافية سياسية ستنعكس سلباً على المنطقة لتكون دولة تصنف من الناحية الدولية بالدولة الفاشلة. الانقسامات في دول المجلس باتت واضحة ولا تخطئها العين في التعامل مع السياسة الداخلية والخارجية، دول تعاني من غياب الديمقراطية وحقوق الإنسان بشكل كلي أو جزئي، ومواطن مغيب عن صناعة القرار والمشاركة الفاعلة الحقيقية حتى في أبسط حقوقها من انتخاب واقتراع وتصويت وتظاهر، ولا يزال يحلم بإطار أشمل وخطوة أكبر في سبيل تفعيل التعاون في مجال الدفاع والخارجية والاقتصاد والحدود والتنقل بين العواصم الخليجية. البعض يدعم التغيير في الدول العربية، التي خرجت من رحم الديكتاتورية، والبعض الآخر يسهم في قتله ويطعن في شرعيته ويحاول عرقلة كل خطوة قد تدفعه إلى الأفضل. احتقان سياسي في ظل غياب المبادرات التوفيقية واشتباكات وصدامات بين السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية، وبين الحكومة والمعارضة التي باتت تسكن على أرصفة الشوارع، البعض الآخر في السجون والمعتقلات، تشابك وصراع دموي مذهبي ديني - سياسي بين طرف سني وشيعي كل طائفة تبني المزيد من الحواجز والسدود والأنفاق وتمعن في إثخان الجروح والتكفير والتخوين، وبين تيارات وجماعات سياسية "إخوان مسلمون، سلفيون، ليبراليون، ويساريون وقوميون". رغم النعم والخيرات والمشاكل والأزمات التي مازال من الممكن التحكم فيها والتعامل معها بحكمة وروية تقف بعض الدول الخليجية عاجزة ويائسة ومتفرجة على خطورة الأوضاع في منطقة ملتهبة، تعاني من صراعات واضطرابات وعنف ولا تستطيع النظر إلى المستقبل ناهيك عن التخطيط له. إن الله غير علينا في الخليج وبقي أن نغير نحن ما بأنفسنا؟!