20 سبتمبر 2025
تسجيلإعلان دولة قطر تحقيق نجاح واختراق بعد مفاوضات مضنية بالتعاون ودعم الولايات المتحدة الأمريكية ومصر دامت أسابيع للتوصل لهدنة إنسانية والاتفاق على شروط صفقة بين قوات الاحتلال، والسير بإجراءات إطلاق سراح سجناء ومحتجزين مدنيين، والسماح بدخول مئات شاحنات المساعدات الإنسانية إلى كافة أرجاء قطاع غزة بعد حوالي 50 يوماً من الحرب الطاحنة يشكل انجازاً كبيراً ويعلق ولو مؤقتاً أبشع وأطول مواجهة بين الاحتلال الإسرائيلي وحماس منذ عام 2008. ويكسر صلف إسرائيل لخضوعها لشروط ومطالب وقف مؤقت للقتال والتفاوض حول إطلاق سراح المدنيين من الطرفين، ومنع تحقيق انتصار لقوات الاحتلال في حربها البرية. تسببت حرب السيوف الحديدية - رداً على «طوفان الأقصى»، جرائم ومجازر وحشية وحرب إبادة خرقت القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وجرائم حرب على مدار أيام العدوان والحرب-كانت حصيلة حصاده الدموي منذ 7 أكتوبر وخلال 7 أسابيع، حوالي 15,000 شهيد- بينهم أكثر من 6 آلاف طفل و4 آلاف امرأة، و7000 آلاف مفقود تحت الأنقاض وركام منازلهم- وحوالي 40 ألف مصاب ثلثاهم من الأطفال والنساء. وتدمير 60% من منازل وشقق غزة- وتدمير مستشفيات ومدارس ومساجد وكنائس. بينما خفّضت إسرائيل عدد قتلاها على يد كتائب عزالدين القسام من 1400 قتيل إلى 1200 إسرائيلي بينهم حوالي 400 عسكري من ضباط وجنود، وأوقعت أكثر من 5500 إصابة. كما أسرت الفصائل الفلسطينية بقيادة حماس أكثر من 240 إسرائيليا نقلتهم معها إلى غزة، بينهم ضباط برتب عالية. وتفاوضت على صفقة لتبادلهم مع آلاف الأسرى الفلسطينيين، لإطلاق سراح النساء والأطفال القابعين في سجون الاحتلال، لإطلاق سراحهم على دفعات، بدءاً من الجمعة 24 نوفمبر- بواقع 50 محتجزا إسرائيليا ل150 أسيرا فلسطينيا. وبرغم نجاح وساطة قطر بالتوصل لهدنة وصفقة تبادل السجناء إلا أن المنظمات الدولية والأمم المتحدة ومنظمات الصحة والأونروا-الذين خذلوا شعب غزة، يطالبون بوقف إطلاق نار دائم. وأكد مفوض الأونروا-»معاناة سكان غزة لا توصف.. ومستعدون لاستقبال أكثر من 150 شاحنة مساعدات يومياً.. وتجاوز عدد اللاجئين الذين تستضيفهم مدارس ومنشآت الأمم المتحدة في قطاع غزة أكثر من مليون نازح. ودعا إلى وقف إطلاق نار طويل الأمد». بنود اتفاق الهدنة المؤقتة وصفقة تبادل السجناء والمحتجزين بين حماس وإسرائيل: تبدأ الهدنة الإنسانية المؤقتة ووقف إطلاق نار المؤقت لأربعة أيام بين حماس وقوات الاحتلال- وكافة الأعمال العسكرية-في كافة أرجاء قطاع غزة الساعة 7 صباح يوم الجمعة 24 نوفمبر 2023. ويبدأ الإفراج عن الأسرى الساعة 4 عصراً. ولكل 10 محتجزين إسرائيليين تفرج عنهم حماس يمدد وقف إطلاق النار ليوم إضافي. أفرجت حماس في اليوم الأول من الهدنة عن 13 محتجزاً من الأطفال والنساء الإسرائيليين مقابل إفراج إسرائيل عن 39 أسيرة فلسطينية من سجون إسرائيل في اليوم الأول. وبالمجمل سيتم تبادل 150 سجيناً فلسطينياً مقابل إفراج حماس عن 50 محتجزاً إسرائيليا. تتوقف حركة الطيران في جنوب غزة على مدار 4 أيام، ووقف حركة الطيران في شمال القطاع لمدة 6 ساعات يوميا من العاشرة صباحا حتى الرابعة مساء. ويشمل الاتفاق إدخال مئات شاحنات المساعدات الإنسانية والغذائية تشمل جميع أرجاء قطاع غزة بما فيه شمال غزة-الذي بقي محروماً من أي مساعدات من غذاء ودواء ومواد إغاثة ووقود لتشغيل مولدات المستشفيات. دخل في اليوم الأول من الهدنة حوالي 200 شاحنة مساعدات. وكان ملفتاً تعليق أبوعبيدة الناطق الرسمي باسم كتائب القسام- «أن ما قبِل به العدو في الهدنة المؤقتة وصفقة التبادل الجزئية هو ما كنا طرحناه سابقاً». ما يعني أن الاحتلال الإسرائيلي تراجع عن أهم هدفين من أهداف حرب الإبادة والحرب البرية-1- بالقضاء على حركة حماس واقتلاعها من غزة وعدم التفاوض مع حماس-2- وستقود العملية العسكرية للإفراج عن الأسرى الإسرائيليين دون التفاوض أو تقديم تنازلات لحماس... وهذا لم يحدث. بل رضخ الاحتلال الإسرائيلي للتفاوض وتقديم تنازلات والقبول بشروط حماس. وأكدت حماس أن بنود الاتفاق صيغت وفق رؤية المقاومة لخدمة الشعب الفلسطيني. وستبقي أيديها على الزناد للدفاع عن الشعب الفلسطيني ودحر الاحتلال والعدوان. بينما أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي عن عزمه استئناف القتال بعد نهاية الهدنة وأن الحرب قد تستمر لشهرين! واضح هناك رغبة عند الطرفين- الالتزام ببنود الاتفاق وعدم خرقها لأهمية الالتزام ببنودها- وخاصة لحماس- تصب لمصلحة حماس. أما إسرائيل تحتاج لالتقاط الأنفاس وإعادة التموضع وتقييم الوضع العسكري والأمني وأسباب الإخفاقات العسكرية والأمنية والاستخباراتية التي منيت بها المؤسسة العسكرية خلال أسابيع الحرب السبعة، وأسباب تعثر حرب الثلاثة أسابيع البرية - والفشل في تحقيق الإنجازات الاستراتيجية التي وعد نتنياهو وحكومة الحرب تحقيقها. وهناك آمال كما ذكر بيان وزارة الخارجية القطرية أن يكون الاتفاق بين الطرفين مرحلة أولى قابلة لتمديد هدن أطول لوقف إطلاق النار، والافراج عن المزيد من السجناء بين الطرفين على مراحل. مما يشكل بداية حقيقية لخفض التصعيد. ما قد يقود لوقف إطلاق نار دائم. لكن دون ذلك الكثير من التحديات والمواجهات. خاصة وأن هناك موقفا متصلبا من حكومة الاحتلال الأكثر تطرفاً بدعم الولايات المتحدة وحلفائها في أوروبا بعدم إمكانية العودة إلى ما قبل 7 أكتوبر 2023- وعلى تصفية حماس.. ورفض عودة الفلسطينيين إلى شمال قطاع غزة والقضاء على حماس. وأن هدف توظيف القوة الغاشمة وتدمير البشر والحجر هدفه إرسال رسالة للفصائل المعادية لإسرائيل بأن هذا سيكون مصير من يعتدي على إسرائيل- كما هدد وزير الدفاع بتحويل بيروت إلى غزة! يجب أن يشكل رضوخ إسرائيل للهدنة وصفقة تبادل الأسرى حلا عادلا ودائما ينهي أطول احتلال وحروب المعادلة الصفرية، بإقامة دولة فلسطينية!.