17 سبتمبر 2025

تسجيل

ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله

26 نوفمبر 2023

ما أحوج المسلمين اليوم في ظل هذه الأزمات المتعددة والوقائع المختلفة أن يدركوا طبيعة هذا الدين وحيويته، وحقيقة قضاياه ومنطلقات عدوه؛ حتى لا يلهيهم عنها لاه، ولا يصرفهم عنها صارف. إن الإيمان بأن أصحاب الحق منصورون مهما كثر عدوهم أو تضخم عتادهم، يورث في نفوس المسلمين الثقة المطلقة في وعد الله بالنصر المبين. تلك الثقة المطلقة هي التي ملأت قلوب المسلمين قوة ويقيناً وثباتاً في وجه العقبات والآلام والمحن، حتى تمت كلمة الله وحق وعد الله. وهذا الذي ينبغي استحضاره في مثل هذه الأزمات التي تمر بها الأمة الإسلامية، وهنا لابد أن نشير إلى عدة مبشرات بانتصار هذا الدين ردا على هؤلاء الذين يروجون دائما أن الكفر في إقبال، وأن الإسلام في إدبار، وأن الشر يَنتصر، والخير يَنهزم، وأن أهل المُنكر غالبون، وأهلَ المعروف ودُعاته مَخذولون!. وكأنهم يصدرون للناس أنْ لا أملَ في تغييرٍ، ولا رجاءَ في إصلاحٍ، وأننا ننتقل من سيِّئ إلى أسوأ، ومن الأسوأ إلى الأشد سوءًا! وهؤلاء يغفلون حقائق متعددة ونصوصا قاطعة منها قوله تعالى: (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون) (التوبة: 33). وقد تكررت هذه الآية بهذه الصيغة مرتين، في التوبة وفي الصف، وفي سورة الفتح (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدًا) فهذا وعد من الله تعالى بظهور دين الحق – الإسلام – على الدين كله، وكان وعد الله حقًا، فلن يخلف الله وعده، وما زلنا ننتظر تحقيق هذا الوعد، ولن يرد هذا الوعد كيد كائد ولا خذلان خاذل، (يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون). وأما المبشرات من الحديث فحسبنا منها ما يلي: 1-ما رواه مسلم في صحيحه عن ثوبان أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (إن الله زوى لي الأرض - أي جمعها وضمها - فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها). 2- ما رواه ابن حبان في صحيحه: (ليبلغن هذا الأمر – يعني الإسلام – ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين، بعز عزيز، أو بذل دليل، عزًا يعز الله به الإسلام، وذلاً يذل الله به الكفر). 3- ما رواه أحمد والدارمي وابن أبي شيبة والحاكم وصححه ووافقه الذهبي، عن أبي قبيل قال: كنا عند عبد الله بن عمرو بن العاص، بينما نحن حول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نكتب، إذ سئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أي المدينتين تفتح أولاً: قسطنطينية أو رومية؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “مدينة هرقل تفتح أولاً” يعني القسطنطينية، وقد فتحت على يد الشاب العثماني ابن الثالثة والعشرين: محمد بن مراد المعروف بمحمد الفاتح سنة 1453م. فالنصر قادم مهما شكك المشككون أو تخاذل المتخاذلون، ويقولون متى هو؟ قل عسى أن يكون قريبا.