24 سبتمبر 2025
تسجيلتستضيف الدوحة غداً السبت جولة جديدة من المحادثات بين الولايات المتحدة والحكومة الأفغانية التي شكلتها حركة طالبان، حيث يقود وفد الحكومة الأفغانية وزير الخارجية بالوكالة أمير خان متقي، الذي سيجري أيضا محادثات في الدوحة مع وفد أوروبي إلى جانب الوفد الأمريكي. وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس، قال إن «الممثل الأمريكي الخاص لأفغانستان توماس ويست سيزور الدوحة لعقد اجتماعات تستمر يومين مع زعماء حركة طالبان». وتكتسب هذه المحادثات التي تستضيفها دولة قطر، أهمية بالغة كونها تتعلق بمناقشة قضايا حيوية لكلا الجانبين، إذ ترغب الولايات المتحدة والجانب الأوروبي في بحث المسائل المتعلقة بمكافحة الإرهاب والتأكد من التزام طالبان بتعهداتها، وكذلك عمليات الإجلاء الآمن للمواطنين الأمريكيين والأفغان الذين عملوا مع الولايات المتحدة، فضلا عن المساعدات الإنسانية. وفي المقابل يسعى الوفد الأفغاني لفتح صفحة جديدة في العلاقات مع واشنطن، ونيل الاعتراف الدولي للحكومة المؤقتة، ورفع الحظر عن الأرصدة الأفغانية في الخارج، بجانب المساعدات الإنسانية. وتأتي محادثات الدوحة التي تنطلق غداً، استمراراً للدور الحيوي والمحوري الذي تلعبه دولة قطر في الملف الأفغاني، منذ قيامها بتسهيل ورعاية واستضافة المفاوضات التي جرت بين واشنطن وطالبان وانتهت باتفاق تاريخي أدى إلى انسحاب القوات الأمريكية والأجنبية من هناك، وحتى دورها المشهود في عمليات الإجلاء للرعايا الأجانب والأفغان، وهو الدور الذي قوبل بتقدير وثناء عالمي واسع وعزز مكانة دولة قطر كشريك دولي موثوق به في المنطقة. إن حرص دولة قطر على الاستقرار الإقليمي والدولي، يجعلها تقدم كل ما يمكن عمله لتشجيع ودفع الحوار بدلا من التخلي عن أفغانستان، لذا تواصل جهود الوساطة واستضافة المباحثات الدبلوماسية من أجل ترتيب أوضاع المشهد الأفغاني وتعزيز التوافق الدولي حول أفغانستان، بما يحقق الاستقرار، ويحافظ على مكتسبات الشعب الأفغاني ويضع حداً للتحديات الإنسانية والتنموية التي عانى منها الأفغان طويلا.