17 سبتمبر 2025

تسجيل

أطفالنا والقراءة

26 نوفمبر 2020

تُشكل القراءة لدى الأطفال مطلباً أساسياً لتربيتهم على إدراك عالمهم الخاص بصورة أفضل، و تجعلهم أقدر على استكشاف عوالم أخرى تحيط بهم، من خلال انغماسهم في عالم الكتب والقراءة، وأسرارها الجميلة، وحكاياتها المسلية والمثيرة سواء كانت قراءة ورقية او الكترونية. الأسرة، وحسب أحدث الدراسات في حقل التربية و"علم نفس النمو"، تمثل النواة الأولى والجوهر الأساسي في بناء دعائم الشغف بالكتاب لدى الطفل وهي المؤثر الأكبر الموجه نحو القراءة المبكرة، فالأسرة الشغوفة بالقراءة، ينعكس شغفها ذلك تلقائياً على أطفالها والعكس صحيح، ثم تليها المدرسة والأقران.. ثم الإعلام بكل ما يحتويه. لذلك نجد أن حب القراءة لا يمكن أن يكون وليد اللحظة بل هو سلوك تراكمي يُزرع في الطفل منذ الصغر، وقد أثبت الخبير التربوي هاري بوتر أن خلق أطفال "قارئين من الدرجة الأولى" لابد أن يبدأ منذ الصغر، ويتم من خلال تشجيعهم على القراءة، خاصة في سن مبكرة، بأساليب وطرق متعددة، تجمع بين المتعة والتعلم والشغف والانسجام، وتجعل القراءة أسلوب حياة، لا واجب أو مهمة إجبارية يفقد الطفل بسببها حقه في اللعب والمرح والمتعة. ومن النصائح المقدمة للآباء والأمهات بصفتهم أول وأهم معلمين في حياة أطفالهم في هذا المجال، هو أن يجعلوا القراءة أمراً ممتعاً، مما يحفز الأبناء على حب القراءة طوال حياتهم، فالكتب التي تُقدم للأطفال في سن ما قبل المدرسة، هي أول لقاء للطفل مع الأدب والمعرفة، وهي التي تسهم في تقديم الخبرات الأولى للقراءة والتذوق الفني والجمالي للطفل. وقد أوضحت بعض الدراسات أنه كلما كان هناك تبكير في تثقيف وإثراء خبرات الأطفال بالكتب والقصص قبل المرحلة الابتدائية، كان استعدادهم للتعلم والقراءة والكتابة أفضل، إذ إن تحفيز الطفل على القراءة مبكراً يؤدي لأفضل النتائج حين يكون على صعيد البيت والمدرسة، ونتائج أفضل بكثير حين يضاف لهذا جهد مجتمعي أو مؤسساتي يساعد على نمو الطفل في جميع جوانبه وخاصة النمو الاجتماعي والعاطفي والإدراكي والجسمي. والقراءة النشطة والمثمرة، تتمثل في إشراك الوالدين لأبنائهم للحوار الذي يقرؤونه في القصة، حيث يحقق اندماج الأطفال في تلك الحوارات مستويات متقدمة لتنمية الثروة اللغوية لديهم، ناهيك عن أن القراءة التي تعقبها مناقشة مع الأطفال تساهم في تنمية رابطة قوية بينهم وبين الوالدين وتعزز تأثيرهم الإيجابي على الأجيال القادمة، كما أنها تساعد على تنمية الخيال وتضاعف القدرة على اتساع الإدراك والتفكير. يكتشف الأطفال العالم من حولهم من خلال القراءة، فالسرد القصصي أسلوب فاعل لتنمية الخيال عند الأطفال، يمكنهم من التعرف على بيئتهم، مما يؤدي في النهاية إلى تنمية حس عميق ومستمر للتعلم والقراءة. لذا أرجو من الجميع استحداث عادة القراءة اليومية بانتظام لدى أنفسهم وأبنائهم، سواء كان ذلك في شكل قراءة قصة ما قبل النوم، أو قراءة دعاء أو النصوص والآيات القرآنية، أو القراءة المنتظمة في عطلة نهاية الأسبوع، لإذكاء روح البحث وحب الاطلاع والتساؤل لدى الطفل ودفعه إلى المطالعة خارج المقررات المدرسية، مما يثير لديه التساؤلات، ويدفعه للإجابة عنها. عزيزي القارئ..معرض الكتاب على الأبواب، أرجو أن تسمح لطفلك بانتقاء كتبه وشرائها تحت إشرافك، ناقشه فيما قرأ وعزز المعلومات الجيده لديه، وتأكد أن القراءة هي أفضل طريقة لتطوير الذات وخلق الوعي. كاتبة قطرية، مدربة تنمية بشرية وتطوير ذات، مستشارة علاقات عامة واتصال [email protected] @almutawa_somaya