30 أكتوبر 2025
تسجيلمازال الأمل هو المُسكن الذي يُهوِّن علينا الكثير من المصائب التي تهبط علينا بأقدامها البشعة؛ لتسير بيننا مُحققة كل ما تريده دون أن تجد لها من يردعها ويمنعها عن فعل ذلك، سواه الأمل الذي طل من رأس هذا المقال، ومحل إقامته هو القلب، الذي يسكنه لِينشر فيه السكينة، فيُحمله على تحمل كل ما تتسبب به تلك المصائب، التي تصغر كلما كَبر الأمل في أعماقنا، ويَعظم الأسف متى كان عكس ذلك؛ لأنه ما يعني أن تلك المصائب ستكبر؛ لتصبح منتصرة، متسلطة، وأكثر قدرة على فرض توجهات جديدة ما كنا لنقبل بها ونُقبل عليها إن لم يكن تسلطها علينا من المقام الأول، وهو ما يمكننا التغلب عليه إن تغلبنا على مخاوفنا، وسيطرنا على توترنا، وسمحنا للأمل بأن يتولى مهمة نشر السلام الداخلي الذي نحتاجه؛ كي ننشره في الخارج، بهدف الفوز بحياة طيبة يطيب لنا الفوز بها، فهي تلك التي ستحظى بمُخرجات إيجابية يسهل قطفها وإن كانت البداية لا تُبشر بذلك منذ البداية، فالمعروف كما فرضته التجارب علينا هو (أن لا شيء يأتي بسهولة)، وتحقيق الأهداف يحتاج إلى الكثير من الصبر والتحمل، ومن قبل كل ذلك مضاعفة حجم الأمل في قلوبنا؛ كي نحصد كل ما نريده كما نريده فعلاً.. أيها الأحبة.. إن حديثنا عن الأمل ليس بجديد البتة وذلك؛ لتمكنه منا وتواجده معنا كضيف نحسبه وفي كثير من الأحيان فرداً من العائلة؛ لذا لا نجد أي حرج من الذبول أمامه بفضل تلك المصائب التي تُجبرنا على ذلك، ولكنها لا تفلح؛ لتنجح وبشكل قاطع بوجود الأمل، الذي يقف وبكل شجاعة؛ ليتخذ موقف الرجل الحقيقي فيصمد بقدر ما نصمد، ويتحمل بقدر ما نتحمل، ويعطي بقدر ما نعطي، ويكون لنا بقدر ما سنكون له في كل لحظة من لحظات حياتنا، فالولاء الذي سنتقدم به سيتقدم به هو الآخر، مما يعني وبكلمات أخرى أننا وإن لم نفلته فلاشك بأنه لن يفعل، وسيتمسك بنا بقدر ما سنسمح له بذلك، والدليل على ما نقول نجده مع كل من يمكن بأن نراه من حولنا، وقد تمسك بالأمل، فخرج بنتيجة ذاك التمسك الشديد به بكل ما كان يُخطط له، ولربما ما هو أكثر بقليل، وأمام هذه الحقيقة المُغرية فلاشك بأن منا من سيبحث عن ذاك الأمل في أعماقه؛ كي يُجدد عقده فيقف إلى جانبه من جديد، ويساعده على تحقيق ما يريده فيكون له كما كان لغيره، وهو ما يعني حدوثه، وإن كان بنسب متفاوتة أننا سنسمح لعجلة تقدم المجتمع بالدوران؛ للتقدم وإحراز درجات عالية في مجالات مختلفة، وهو ما نحتاج إليه فعلاً، خاصة بوجود من يعاني من توتر صورة الأمل في قلبه؛ ليشعر وكنتيجة طبيعية بخسارته لكل شيء، وإن لم يكن قد اكتسبه أصلاً، والحق أن ما يمكن بأن يأخذه إلى هناك هو تواجده مع كل من يقبل بالذبول ويحرص على غرس ذاك الإحساس فيه؛ لينتهي الأمر حتى من قبل أن يبدأ، وهو ودون شك ما لا نحتاجه بيننا في أي وقت، ويجدر بنا وبأي عاقل منا أن يرفضه ويُجمده دون أن يسمح له بالتطاول عليه وعلى الآخرين؛ لنخرج بمصائب أكبر من المصائب التي قطعت علينا طريق الوصول. كثيرة هي تلك المرات التي تتردد فيها علينا هذه الكلمات (لا يأس مع الحياة)، وما هو أكثر منها هو ذاك الصوت الذي يُطالبنا وبإلحاح شديد بالمواجهة التي قد تحتاج إلى الكثير؛ كي تكون فعلاً، ولكنها تحتاج ومن قبل أن تفعل إلى ما هو أكثر.. ونعني الأمل بالله، فوحده القادر على كل شيء، ومعه نحظى بكل ما نريد؛ لأنه يعلم بما في الصدور، وينتظر منا التقرب إليه أكثر، وإن زادت المتاعب، وعظمت المصائب، التي ستقف وبكل خجل أمامه فهو العظيم ولا شيء قبله أو بعده، وهو من ينصت، ويعلم جيداً ما نحن بحاجته، ويقدره لنا فهو القادر والقدير، الذي يجدر بنا أن نوجه الأمل الذي نعيش به، وعليه نحوه؛ ليتضاعف (ذاك الأمل) ويلتهم كل المخاوف التي تحيط بنا من كل جانب، فننعم بما نريده كما نريد. من القلب وإليه حين يكون أملك بالله كبيراً، ومن بعده صبرك وتحملك، فلاشك بأنك ستدرك أن لا شيء يستحق منك خوفك منه أو حزنك عليه، وستمضي نحو حياة لن يُرعبك فيها أي شيء بإذن الله تعالى، وحتى يكون لك ما تريد، نسأل الله أن يوفق الجميع، وأن يرحمك يا أبي.