13 سبتمبر 2025

تسجيل

العربي في انتظارِ معجزة

26 نوفمبر 2013

كم مؤلم أنْ تكونَ الخسارةُ إنجازاً لأنها لم تبلغْ من السُّـوءِ درجةً أعلى. وكم مُـخْزٍ أنْ يُمْـتَدحَ الفاشلونَ على لسان الذي أسهمَ في زيادة مستوى فشَلِـهم. وخلف هذه الصورة المأساوية، يجلس إداريون لا يستمعون لمناشداتِ الناصحين وأنين جماهير القلعة الحمراء، وكأنها نداءاتٌ في صحراء مُـقْـفِرةٍ. يخطئ الظنَّ مَـنْ يعتقد أنَّ حديثَنا مَـبْعَـثُـهُ نتيجةُ مباراة السد والعربي، أمسِ الأول، وإنما نتحدث عن مسارٍ لا ندري متى سيتم إصلاحُـهُ. والمشكلة التي نعانيها، أننا نقول: مسارٌ، وهو ليس كذلك، وإنما مَـشْـيٌ بلا رؤى ولا خططَ مستقبليةً. عندما يخرج شتيلكة ليُعلنَ فخرَه بلاعبيه رغم الخسارة، فإنه يعلم تماماً بأنه لا يلومه احد، فالجميعُ يشاركونَه المسؤوليةَ عن تَـصَـدُّعِ أسوارِ القلعةِ الحمراءَ، وكالعادة سيخرجُ علينا أحدُ الإداريين مُعلناً تجديدَ الثقةِ فيهِ وبالمحترفين. آنَ الأوان ليكونَ العلاجُ مؤلماً جداً، وأن نقول إنَّ شتيلكة لا يصلحُ لتدريب فريق العربي، فهو لا يقرأ ولا يريد أن يقرأ الإمكانات الحقيقية للاعبين، وعاجزٌ عن توظيفها بشكلٍ يتيح للفريق الحفاظ على ماء الوجه، على الأقل. ثم نأتي إلى بعض اللاعبين، ونتساءلُ ما الذي تجده إدارة النادي والمدرب في سيد محمد عدنان ومحمد رزاق وماركوني أميرال الذين لا يقدمون شيئاً للفريق، بل أصبحوا عالةً عليه؟، هل المشكلة في التمويل؟ وما سبب نقص التمويل والدعم أصلاً؟ وأين تلك الشركات الكبرى التي تقبل أن يرتبط اسمُها بالهزائم والخسائر والتعثر، وهي ترى لا مبالاة الإدارة وإصرارها على سياستها القائمة على التظاهر بأنه ليس في الإمكان أبدع مما كان. الحديث يطول ويتشعب، ونكرره بعد كل خسارةٍ بنفس الـمُفردات والجمل، والمصيبة التي بات العرباويون يتوقعون حدوثها، إذا استمرت مسيرةُ التخبُّطِ والعَبَـثِـيَّـةِ، ليست في مجرد هبوط النادي إلى دوري الدرجة الثانية، وإنما في أنه سيبقى فيها زمناً طويلاً لأنَّ الفريقَ لن يستطيع المنافسة في ظلِّ هذه اللا مبالاة من إدارته، وانعدامِ الروح في نفوس لاعبيه. أما الجماهير العرباوية فإنها بدأتْ تمارس الـمُعارضةَ السلبيةَ تجاه إدارة النادي، فانعزلت داخل جدران صمتها تئنُ بصوتٍ خافتٍ في انتظار حدوث معجزةٍ.