مكافحـة غسـل الأموال وتمويل الإرهاب

عرف المشرع القطري من خلال نص المادة الأولى من القانون القطري رقم ٤ لسنة ٢٠١٠م:- -تحويل أو نقل أموال، من قبل أي شخص يعلم أو كان ينبغي أن يكون على علم أو لديه اشتباه بأن هذه الأموال هي متحصلات جريمة، وذلك لغرض إخفاء أو حجب المصدر غير المشروع لهذه الأموال أو بهدف مساعدة أي شخص متورط في ارتكاب الجريمة الأصلية للتخلص من الآثار القانونية لأفعاله. -المقصود بالفعل الإرهابي والإرهابي والمنظمة الإرهابية تمويل الإرهاب: -هو كل فعل يرتكبه أي شخص يقوم بأية وسيلة كانت، مباشرة أو غير مباشرة، بإرادته، بتوفير أول أو جمعها أو الشروع في ذلك، بقصد استخدامها، أو مع علمه بأن تلك الأموال ستستخدم، كلياً أو جزئياً في تنفيذ فعل إرهابي، أو من قبل إرهابي أو منظمة إرهابية أركان جريمة غسل الأموال أولا: الركن المادي: ويتألف من ثلاثة عناصر، هي: ‌1- السلوك الاجرامي الذي يكون ركنا ماديا للجريمة ويتضمن عدة أشكال وهي: أ- حيازة أو اكتساب أو استخدام الأموال القذرة وتودع في حساب بنكي أو توضع كأمانة في خزانة مستأجرة في البنك. ب- إخفاء الأموال القذرة من حيث المصدر، أو المكان أو التصرف أو الحركة أو الحقوق المتعلقة بها أو الملكية. ‌ج-المحل الذي يرد عليه السلوك وهي الأموال المتحصلة من الاتجار بالمخدرات أو بالدعارة أو الاختلاس أو الرشاوى أو الاتجار بالرقيق أو بالأطفال. ‌ثانياً: الركن المعنوي يفترض علم الجاني أو الجناة بالمصدر غير المشروع للأموال القذرة فهي جريمة عمدية تنصرف إرادة الفاعل إلى ارتكابها دون خلل بإرادته الحرة، فالجاني يعلم علم اليقين بأنه يمارس نشاطا إجراميا وهذه الجريمة في حقيقتها إنما هي جريمة مستمرة. خصائص جريمة غسل الأموال تمتاز جريمة غسل الأموال بالعديد من الخصائص منها: 1.جريمة غسل الاموال جريمة عالمية: أصبحت جريمة غسل الأموال ذات طبيعة عالمية تجاوزت حدود الدولة الواحدة، وذلك نتيجة ثورة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المتطورة واستخدامها في العمليات المالية والمصرفية. 2.جريمة غسل الاموال جريمة منظمة: حيث نرى فيها تعدداً للجناة وتنظيما وتوزيعا دقيقا لأدوارهم وتخطيطا متطورا في تنفيذها وترابطا بين مكوناتها وحلقاتها، بدءاً من مرحلة الإيداع ثم مرحلة التغطية وانتهاءً بمرحلة الاندماج. 3. جريمة متطورة تقنياً: ان الثورة التكنولوجية الحديثة في مجال العمليات المصرفية والاتصالات، ساهمت بشكل كبير في تنامي مشكلة غسل الأموال، حيث يستخدم الى الوسائل التكنولوجية الحديثة المتطورة لتنفيذ صفقاتهم وعملياتهم. 4.جريمة الربح السريع: جريمة غسل الأموال ذات مردود مالي كبير وثروة سريعة لمنفذيها خلال مدة زمنية قصيرة وذلك إذا ما قيست بالأعمال التجارية الاخرى. 5.جريمة النفوذ واصحاب الياقات البيضاء: يحرص على توافر غطاء لأعمالهم الإجرامية، ويركزون على فرض نفوذهم في اعمالهم ليتستروا فيه وراء جرائمهم، ويسعون غالبا إلى إفساد ذمم أصحاب السلطة والتغلغل فيما بينهم، لتأمين الغطاء المناسب لانحرافهم، وتأمين سير أعمالهم دون أن تُطالهم يد القانون. 6.جريمة تبعية: ذلك انها تتبع جريمة سابقة نتج عنها أموال غير مشروعة ويراد اعطاء صفة المشروعية عليها عبر غسلها بواسطة جريمة جديدة هي جريمة غسل الأموال وعلى الرغم انها جرية تابعه إلا أنها تُعد جريمة مستقلة في الوصف الجرمي. مراحل غسل الاموال واساليب ارتكابها المرحلة الأولى: الايداع أو التوظيف وهي مرحلة تمهيدية تبدأ بإدخال المال غير المشروع في النظام المالي القانوني، كالإيداع في حسابات متعددة في مصرف واحد أو أكثر من مصرف، وذلك بهدف اخفاء الاموال وخلطها بأموال أخرى مكتسبة من طرق مشروعة. . المرحلة الثانية: التمويه أو التغطية يتم خلال هذه المرحلة إخفاء أو تمويه علاقة الأموال مع مصادرها غير المشروعة من خلال القيام بسلسلة معقدة من العمليات المالية وغير المالية. وتتم هذه المرحلة بعد دخول الأموال إلى القطاع المصرفي، وذلك من أجل فصل هذه الأموال عن نشاطاتها الأصلية غير المشروعة، ويتم ذلك من خلال مجموعة من العمليات المعقدة والمتتابعة والتحويلات الداخلية والخارجية، وكل ذلك من أجل إخفاء مصادر هذه الأموال، وتتميز هذه المرحلة باعتبارها المرحلة التي يكون كشف مصادر تلك الأموال أكثر صعوبة. المرحلة الثالثة: الدمج يتم خلال هذه المرحلة دمج الأموال المغسولة في الاقتصاد بحيث يصبح من الصعب التمييز بينها وبين الأموال المتأتية من مصادر مشروعة وتعتبر هذه المرحلة الأخيرة في عمليات غسل الأموال وتمتاز بعلنية نشاطاتها وذلك من خلال دمج هذه الأموال في الدورة الاقتصادية وخلطها في بوتقة الاقتصاد الكلي بحيث يصعب معها التمييز بين الثروة ذات المصدر المشروع وغيرها من الثروات ذات المصادر غير المشروعة وإضفاء الطابع القانوني على أعمالها، بحيث يصعب معها اكتشاف أمرها. الأساليب الحديثة لغسل الأموال: وهي تتميز بصعوبة ملاحقتها نظراً لسرعة حركتها وتغيرها وسهولة تحويلها للأموال دون قيود أو رقابة، وأهم هذه الاساليب ما يلي:- 1.البنوك الإلكترونية: هذا النظام يوفر للجناة وسيلة عملية سريعة لغسل الأموال وبطريقة سرية، حيث ما عليه إلا أن يقوم بإدخال رقمه السري في حسابه الخاص لدى المصرف لإجراء العمليات المرغوب فيها، ومن ثم الوصول إلى حساباته أو اية معلومات يرغب الوصول إليها لمختلف الخدمات المصرفية، ثم يقوم بإجراء عمليات التحويل الداخلي والخارجي والاستفسار عن الرصيد وسداد الالتزامات. 2.بطاقات الائتمان: حيث ساهم انتشارها بتسهيل عمليات غسل الاموال. 3. أجهزة الصراف الآلي: حيث يتم استخدام هذه الأجهزة للسحب والإيداع المتكرر بهدف تجنب الاكتشاف من قبل السلطات الأمنية المختصة. 4. بنوك الانترنت: هي عبارة عن وسيط في القيام ببعض العمليات المالية من خلال شفرة سرية، ومن ثم تحويل الأموال بالطريقة التي يأمر بها الجهاز، وهذه وسيلة تتيح لغاسلي الأموال نقل وتحويل كميات ضخمة من الأموال بسرعة وأمان وبسرية تامة. 5.التطبيقات الالكترونية الخاصة بتحويل الاموال: حيث تقدم الكثير من الشركات كشركات الاتصالات خدمة تحويل الاموال. الجهود الوطنية لمكافحة غسل الأموال وتمويل الارهاب 1.اللجنة الوطنية لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب. بناء على نص المادة العاشرة تُشكل بمصرف قطر المركزي لجنة تسمى "اللجنة الوطنية لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب"، برئاسة نائب محافظ مصرف قطر المركزي. 2.وزارة الداخلية حديثاً وفي عام 2018 م انشئت ادارة تتبع وزارة الداخلية اطلق عليها "ادارة مكافحة الجرائم الاقتصادية والالكترونية"، ومن ضمن اختصاصاتها البحث والتحري في جرائم غسل الأموال. 3. دور المصارف في عمليات غسل الأموال ويمكن أن يكون دور المصارف أكثر وضوحاً مع تقدم العمليات المصرفية واستخدام الأساليب التكنولوجية الحديثة وليس بالضرورة أن تكون المصارف على علم بمصادر تلك الأموال إلا أن الخدمات الإلكترونية الحديثة يمكن استخدامها بصورة مخالفة للقانون خصوصاً وأن أغلب تلك العمليات تتم بصورة آلية وإمكانية الرقابة عليها تحتاج إلى جهد ووقت وتفرغ وتكاليف، فضلاً عن القوانين التي تمنح الحسابات سرية التعامل المصرفي وعدم قابليتها للكشف إلا بظروف خاصة تضفي صعوبة إضافية على المصارف في هذا الشأن. وزارة العدل - خبير قانوني [email protected]