13 سبتمبر 2025
تسجيلكان وسوف يبقى رسولنا الكريم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم ذا مكانة في قلوب المسلمين، وهو قمة شاهقة لن ولم يبلغ مثلها أحد لا من قبل ولا من بعد لا من أنس ولا حتى من جن، فهو قمة في كل شيء في سيرته العطرة، في أخلاقه، وفي حسن تعامله مع أصحابه ومع غيرهم في حلمه وعطفه في صبره على الأذى في تسامحه مع من أساء إليه، وخاصة يوم فتح مكة يوم أن عفا عنهم ونسي بالغ إساءتهم له ومحاولات اغتياله، كذلك في كرمه وفي رسالته الخالدة الخاتمة الشاملة الجامعة لخير الدنيا والآخرة، التي لم تقتصر على أحد بل شملت الناس جميعاً، وحتى في وقت ظهوره صلى الله عليه وسلم وتكليفه من رب العالمين، في مرحلة بالغة الدقة في وقت بلغت فيه ظُلمة الجهل والانحطاط الفكري والأخلاقي حداً غير مقبول وسادت شريعة الغاب وعبادة أشياء مثل الأصنام من دون الله لا تضر ولا تنفع، فبالله عليكم ما يضره بعد كل هذا الذي فعله للبشرية؟. فشخص عظيم بهذه المواصفات الفريدة والمكانة الكُبرى في قلوب المسلمين الصادقين لا يستطيع تافه لا يحترم مكانة العظماء الحقيقيين ولا الرموز الدينية الخالدة ولا الديانات الأخرى ولا يعبأ بمشاعر المسلمين ولا يحسب لردات الفعل التي تكون مؤسفة غير محسوبة العواقب وتشجع على العنف وتخلط أوراق التعايش السلمي وتشق الصف في المجتمعات الآمنة. وكنا نحسب أن الرئيس الفرنسي السيد ماكرون فيه من العقلانية الشيء الكثير، لكن استغربنا من تصريحاته الحاقدة بحق الإسلام والمسلمين، وهي سوف تترك ردات فعل عنيفة وما طعن نساء مسلمات أبرياء بعد ذلك إلا دليل على ذلك، فهو ترك كل شيء بما في ذلك جماجم الجزائريين وهي من غنائم وضحايا الاستعمار الفرنسي ولم تخجل بلاده من عرضها في المتاحف وانشغل بالإسلام وبمعاداة الجمهورية التركية والتحريض عليهما وسار في ركب بعض طغاة العرب الذين ربما حرضوه على ذلك ممن يكرهون دينهم فلا حول ولا قوة إلا بالله!. فماذا استفاد الإسلام من قتل المدرس المسيء لرسولنا الكريم سوى زيادة معاناة الجالية الإسلامية في فرنسا وأوربا وزيادة تشويه صورة الإسلام والمسلمين، إلا أن هناك علامة استفهام وتعجب صدرت ذلك الفعل بعد الذي قاله السيد ماكرون، كذلك ماذا استفاد المدرس من إعادة نشر الرسوم المسيئة، والتي انطوت قصتها وصفحتها منذ سنين؟!. فهل من الحرية الاعتداء على مشاعر الآخرين، ونحن الذين أُمرنا باحترام رسل الديانات الأخرى ورموزها والصلاة عليهم كلما أتى ذكرهم، بل نحن نحترم اختياراتهم في من يتبعون من أديان، كذلك نؤمن بأن لنا ديناً ولكم ديناً ولا نجبر أحداً على اعتناق الإسلام. [email protected]