29 أكتوبر 2025

تسجيل

البقا براسك يا قطر

26 أكتوبر 2016

منذ يوم الأحد الماضي ودولتنا يكتسيها الحزن ويلفها السواد ويعتصر قلبها ألمًا بعد سماع الخبر الجلل بوفاة المغفور له سمو الأمير الأب الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني، ومنذ ذلك اليوم وأنا عاجز عن الكتابة، ولساني عاجز عن البوح بما يختلج في صدري من مشاعر وأحاسيس تبعثرت معها أحرفي وكلماتي، وذرفت معها دموعي، واعتصر معها قلبي حرقةً برحيل أبو الوطن وباني نهضته الحديثة، فقد كان بحق نعم الأب والقائد لدولتنا العصرية. أسس الراحل البنية التحتية لرياضتنا القطرية وأرسى دعائمها المتينة، حيث أمر سموه ببناء المنشآت الرياضية وفق أحدث المواصفات العالمية وكان استاد خليفة التحفة الرياضية العملاقة أولى هذه الثمار حيث قام سموه بافتتاحه في عام 76 في كأس الخليج الرابعة، وبعدها توالى إنشاء الملاعب والصالات الرياضية لشتى الألعاب واستضفنا العديد من الأحداث الرياضية الدولية.ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل إن رياضتنا القطرية قد حققت في عهد سموه قفزة نوعية وطفرة هائلة في إنجازاتنا القاريةً والعالمية التي لا تزال محفورة في أذهاننا ووجداننا حتى يومنا هذا، أبرزها الفوز بفضية كأس العالم للشباب عام 81 بأستراليا، وكذلك تأهل العنابي لأولمبياد لوس أنجلوس 84 وبرشلونة 92 والفوز ببرونزية مسابقة 1500 متر لألعاب القوى، عن طريق عدائنا محمد سليمان في أولمبياد برشلونة والتتويج بكأس الخليج الحادية عشر بالدوحة عام 92، والعديد من الإنجازات التي لا تحصى سواءً على المستوى الخليجي أو العربي أو القاري، ومهدت بعدها الطريق لتحقيق العديد من الإنجازات على كل الأصعدة وفي كل الرياضات. "عظم الله أجركم و الله يصبركم" يا سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ويا سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والأسرة الحاكمة والشعب القطري الكريم، وكل مقيم على تراب هذه الأرض الطيبة برحيل سمو الأمير الأب راعي نهضة قطر وبانيها. إن ذكراه الطيبة ستبقى خالدةً وعالقةً في قلوبنا وعقولنا ما حيينا أبد الدهر، رحل اليوم وترك ورائه خير خلف لخير سلف.آخر الكلامإلى جنات الخلد يا سمو الأمير الأب.....