04 نوفمبر 2025
تسجيلوسط اهتمام إقليمي وعالمي كبير تحتفل تونس، أيقونة الربيع العربي، بعرسها الديمقراطي، حيث يتجه اليوم أكثر من 5 ملايين تونسي إلى مراكز الإقتراع للتصويت في إطار أول انتخابات تشريعية تجرى بعد الثورة، بعد أن كانوا صوتوا في إطار انتخابات المجلس التأسيسي في نفس هذا الشهر من عام 2011. ويأتي هذا العرس الديمقراطي، اليوم، ليقدم الشعب التونسي الذي ألهم ثورات الربيع العربي، نموذجا ملهما آخر ودرسا بليغا للشعوب العربية في التوافق الوطني لتأمين الانتقال الكامل من مرحلة الثورة إلى التحول الديمقراطي الكامل. إن تجربة الشعب التونسي في الانتقال الكامل من الثورة إلى الديمقراطية تكتسب أهمية كبيرة، خصوصا في ظل ما تعرضت له ثورات الربيع العربي من انتكاسات وصعوبات خلال فترات الانتقال، وما أفرزه ذلك من تجاذبات بين قوى الثورة، الأمر الذي أتاح الفرصة لأنصار الأنظمة البائدة ولأعداء الحرية والديمقراطية التسلل ومحاولة إفشال المكاسب التي انتزعتها الشعوب. وفي هذا اليوم الذي يتقدم فيه الشعب التونسي إلى مربع جديد، لا تزال شعوب أخرى في دول الربيع العربي تواجه الكثير من العقبات والتحديات الداخلية التي تهدد بإفشال مسيرتها القاصدة نحو تحقيق أهدافها في التحول الكامل نحو نظام للحكم يعبر عن إرادة هذه الشعوب. لقد ظل الشعب التونسي الذي قدم تجربة رائعة في الثورة على الديكتاتورية والاستبداد والظلم وانتزاع حقه في اختيار من يمثل إرادته الحرة، يقدم الدرس تلو الدرس للشعوب منذ اليوم الأول للثورة، وصولا إلى هذه اللحظة التاريخية التي يقوم فيها بالتصويت اليوم لاختيار برلمان منتخب بإرادة شعبية حرة. إن الشعب التونسي يستحق في هذا اليوم التاريخي، وقفة إجلال واحترام، لوقفته الصلبة حمايةً لثورته من الانحراف وإحباط كل المحاولات التي كانت تهدف إلى إفشالها، وتستحق كذلك الحكومات التونسية التي جرى تشكيلها بعد الثورة والمجلس التأسيسي وقادة الأحزاب السياسية والنقابات وكل منظمات المجتمع المدني، التحية للحرص والحكمة التي قادوا بها مسيرة بلادهم نحو غايات الثورة وأهدافها.