12 سبتمبر 2025

تسجيل

انتهاء الرحلة؟؟ هنا ليبيا الحرة

26 أكتوبر 2011

شهد الربيع العربي سقوط الطاغية رقم ثلاثة وهو من أعتى الطغاة من الذين يجود العالم العربي بهم والذي حكم سنين طويلة عُجافاً..إنه معمر المثير للجدل في أقواله وأفعاله في حله وترحاله والذي كان يعاني من أمراض نفسية تسلطت عليه كتسلطه على الشعب الليبي وهذه الأمراض أثرت على عقلة وجعلته فريسة الأوهام وجنون العظمة من خلال كتابه الأخضر أو تنصيب نفسه ملكاً للملوك في إفريقيا!! التي استغل الحاجة والفقر التي يعانون منها ووجد فيه الزعماء ضالتهم واستغلوا حماقته في تبديد ثروات ليبيا هذا البلد الغني، الذي يستغرب المرء عندما يرى مستوى النهضة فيه والبُنى التحتية والفوقية؟؟ كذلك التعليم والصحة ومستوى دخل الفرد بالنسبة لهذه الثروات الكبيرة التي تتمتع بها ليبيا والتي من المفروض أن يكون بمستوى بعض دول الخليج لتشابه الموارد وقلة عدد السكان؟؟ ومن شاهد القذافي خائفاً مرعوباً والذي كان بالأمس القريب يتوعد شباب الثورة بالمطاردة من بيت إلى بيت ومن دار إلى دار ومن زنكَه إلى زنكَه ووصفهم بالجرذان يا سبحان الله الذي قال: ((إنا من المجرمون منتقمون))!! جعله كالجرذيّ مختبئاً عندما تم إلقاء القبض عليه وكان مزنوقاً شر زَنقة!!! وإذا كان موته تَطَلب رصاصتين قد لا تساويان خمسين دولاراً فكم كلف ليبيا هذا السفاح منذ توليه إلى يوم قتله؟؟ وكم من الأبرياء قتل وكم شَرد وكم خرب وكم جريح بسببه وكم مفقود؟؟ وكم كَلف اقتصاد ليبيا من المليارات وكم منها مُخبأة لا يُعرف مكانها؟؟ وكم أضَّر بدول كثيرة وتدخل في شؤونها وأمد المنظمات التي تتخذ العنف سبيلها وأضَّر بسمعة الليبيين السياسية ولم يحمد الله على النعم الكثيرة التي أولاّه إياها؟؟!! شعباً عظيماً خلد التاريخ منهم عمر المختار وثروات كبيرة يتصرف بها كيفما يشاء ولكن لم يحسن صنعاً مع أحد إلا المقربين الذين يشاطرونه الجنون والسرقة والإجرام.. وقبل سقوط القذافي بيوم كنت أشاهد في إحدى القنوات الفضائية لقاء مع شيخ من مشايخ الدين الكثيرين وكان سؤال المذيع له عن الربيع العربي، فقال هذا الشيخ: إن الربيع العربي صنيعة الغرب وأمريكا وليس من تلقاء الشعوب بسبب الظلم والقهر والاستبداد!! ورفض الخروج على الحكام حتى الظَّلمة منهم!! وضرب مثلاً وبئس المثل علي عبدالله صالح الذي قال عنه: إنه وحَد اليمن ووقف ضد المد الشيوعي وقاتل الحوثيين سبع مرات وكأن هذا الشيخ يقدم غطاء شرعياً لعلي صالح؟؟!! الذي سرق ونهب اليمن وجعله من الدول الفقيرة رغم وجود ثروات كثيرة فيه، وانتشرت البطالة والأمية والفقر، فلم يَر الشعب اليمني في عهده شيئاً يُذكر.. ولم يذكر الشيخ الجليل قتل هذه الأعداد الكبيرة من الشباب على يد قوات صالح وهل الدين يُجيز ذلك؟؟ وهذه قطر التي لعبت دوراً كبيراً في نجاح الثورة الليبية وأمَدَّتها بالدعم اللوجستي وبالسلاح والعتاد وكانت عامل مساعد في جلب الإجماع الدولي على مساعدة الثوار، ولولا الله وهذا الإجماع لفعل القذافي بشعبه الأعاجيب.. وقطر تقود كذلك مساعي من أجل أن يُنصت بشار لصوت العقل ويرحم شعبه من هذا القتل الذي أسرف فيه كثيراً، ولا أظن أن بعد كل هذا هناك أمل في المصالحة، فقد يكون قد فات الأوان لذلك؟؟؟ وآخر الكلام: صحيح أن الشعب الليبي دفع فاتورة باهظة الثمن وقد لا تقدر بأي ثمن من أجل التخلص من هذا المخبول.. ومثل ما قدم عمر المختار حياته ثمناً للحرية والكرامة قدم الثوار أرواحهم لذلك.. من أجل أن تنعم الأجيال الحالية والقادمة بالحرية والمستوى المعيشي الذي يليق بشعب يملك من الخيرات الشيء الكثير.. والشكر والتقدير لناصر المظلومين رمز الوطن وفريق عمله السياسي وكل من ساهم من القطريين مدَنيين وعسكريين وجزاهم الله خيراً في الدارين. [email protected]