10 سبتمبر 2025

تسجيل

كي ننبهر مجدداً!

26 سبتمبر 2023

الأفلام في الماضي كانت ساحرة، بها الكثير من الإمكانيات والأحلام والتوقعات والرغبات والألوان. أفلام اليوم مختلفة، لا تدفع بالإنسان المشاعر نفسها التي كانت تدفعها الأفلام في الماضي، بل إن حتى تجربة الذهاب للسينما اختلفت مع ظهور نتفلكس وosn والبلاي ستيشن والهواتف الذكية وألعاب العالم الافتراضي. الذهاب إلى السينما أصبح رمزياً أكثر.. رمزاً إلى التغيير بعيداً عن أجواء المنزل الصغير وأشكال الترفيه الضخمة الذي يحتويها.. الذهاب إلى السينما أصبح رمزاً إلى المتعة التي يُفترض بنا خوضها هناك. لم تكن السينما الشيء الوحيد الذي تغير مع بداية العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين، كل أشكال الترفيه والراحة والمتعة والرخاء أصبحت تُصب علينا من كل الجهات طوال الوقت.. حتى أصابنا تشبع من المتعة والانبهار والرغبة ولم يعد أي شيء بسيط يشد انتباهنا. أصبحت الأشياء الصغيرة لا تعني لنا شيئاً، والأمور الكبيرة لم تعد تبهرنا كما سبق. قبل عشرين عاماً تقريباً، كنا نتحمس للمستقبل.. ننبهر بالإنجازات التي تحدث أمامنا ونحاول أن نخلق مثلها، كنا نحاول اختراع آلة جديدة أو لعبة مثيرة. وكنا ننبهر إذا ما سمعنا عن شركة أو شخص اخترع أمراً جديداً بل ونحرص على اقتنائه، أما اليوم فنسمع عن اختراع أجهزة أو ألعاب جديدة، ولا يهتز فينا شيء، ولا ننبهر كما كنا نفعل في الماضي. يقول مارك مانسون في كتابه (خراب: كتاب عن الأمل) إننا نحتاج إلى الأمل كي نجتاز هذه المرحلة التي نمر بها.. المرحلة التي تحتاج إلى الشجعان الذين يحلمون بتغيير الواقع بدلاً من الرضا به، وأنا أزيد عليه، بأننا نحتاج إلى الدهشة والانبهار. نحتاج إلى من يدلنا على طريق البساطة والرجوع إلى الطريق الذي كنا عليه، وكنا ننبهر ونندهش ونحلم به، الطريق الذي كان يدفعنا إلى العمل والحلم بمستقبل أجمل وأفضل.. لا مستقبل نستلقي فيه على الأرائك مشاهدين نتفلكس في الوقت الذي نقلب فيه حساباتنا على مواقع التواصل الاجتماعي على هواتفنا. هذا الطريق قابل للوصول، نستطيع الوصول إليه عندما نخفف من إشباع حواسنا بالترفيه لأربع وعشرين ساعة في اليوم. نقدر على الوصول إلى هذا الطريق عندما نلتفت إلى ذواتنا بعيداً عن المشتتات الخارجية، نستطيع بلوغ هذا الطريق عندما نُركز على أحلامنا وأهدافنا وهواياتنا ورغباتنا بدلاً من الركض وراء اللهو والألعاب والأفلام وهواتفنا الذكية التي تجعلنا أغبياء!. هذا الطريق المدهش المبهر سيصله الشجعان وأصحاب الأمل والعمل والفضوليون!.