قطر وألمانيا.. شراكة وعلاقات إستراتيجية

تعكس نتائج المباحثات الرسمية التي عقدها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، ودولة السيد أولاف شولتس مستشار جمهورية ألمانيا الاتحادية الصديقة، بشكل كبير قوة الإرادة السياسية للبلدين الصديقين في تطلعهما لدعم وتعزيز العلاقات الإستراتيجية بينهما في شتى مجالات الشراكة لا سيما في الاقتصاد والاستثمار والطاقة والتعاون العسكري والثقافة والرياضة، فضلاً عن التنسيق في الملفات الإقليمية والدولية بما يحقق الأمن والاستقرار. لقد جاءت زيارة دولة السيد أولاف شولتس مستشار جمهورية ألمانيا الاتحادية الصديقة للدوحة، لاستكمال ما حققته زيارة حضرة صاحب السمو إلى برلين في مايو الماضي، من دفعة قوية للعلاقات الثنائية وللتعاون المشترك بين البلدين، وهي زيارات نتجت عنها اتفاقيات وتفاهمات من شأنها أن تعزز وتنقل العلاقات بين البلدين إلى آفاق أرحب على مختلف الصعد، حيث تناقش قطر للطاقة وشركات الطاقة الألمانية الفرص الاستثمارية بينهما، فيما يواصل جهاز قطر للاستثمار البحث عن المزيد من الفرص الاستثمارية في ألمانيا، فضلا عن اتفاقية الشراكة الاستراتيجية التي وقعتها وزارة التجارة والصناعة مع الرابطة الألمانية الاتحادية للشركات الصغيرة والمتوسطة، والتي تشكل ركيزة قوية لتطوير التعاون بين قطاعي الأعمال في البلدين وتفسح المجال أمام الشركات الألمانية للاستفادة من فرص الاستثمار في قطر. والأهم أن الزيارة تعزز التنسيق بين البلدين حول العديد من الملفات الإقليمية والدولية المهمة، سواء فيما يتعلق بالأزمة الأوكرانية أو إعادة إحياء الاتفاق النووي الإيراني، أو الملف الأفغاني، أو النزاعات الدائرة في المنطقة، خصوصا في ظل النهج القطري الألماني والموقف المشترك ضد استخدام القوة بأي شكل من الأشكال وضرورة حل جميع الخلافات عبر الحوار والطرق الدبلوماسية، الأمر الذي سيسهم في دعم وتعزيز الأمن والسلم والاستقرار على المستويين الدولي والإقليمي. إن قوة الشراكة والعلاقات الاستراتيجية بين دولة قطر وجمهورية ألمانيا الاتحادية الصديقة، لن تحقق فقط مصالح البلدين والشعبين الصديقين، وإنما سيكون لها تأثير أكبر من ذلك بكثير على صعيد المساهمة في الاستقرار العالمي وحفظ السلم والأمن الدوليين.