13 سبتمبر 2025

تسجيل

قطر شريك فاعل على الساحة الدولية والأمنية

26 سبتمبر 2018

•    من غير المعقول أن تظل المنطقة العربية رهينة بعض الخلافات الجانبية •    العالم يواجه اليوم تهديدات سياسية وأمنية وتضع هيئة الأمم المتحدة في اختبار حقيقي •    اكتشف المجتمع الدولي بعد عام من الحصار زيف المزاعم لهذه الدول  •    الاقتصاد القطري يواصل نموّه ليبرهن قوّته •    الحصار عزز التماسك الاجتماعي في دولة قطر وزاد من إيمانه في وحدته •    الحوار هو الحل الأمثل لحل الأزمات •    الحصار أضر بسمعة دول مجلس التعاون الخليجي •    المجتمع الدولي لم يحقق التقدم المنشود في قضايا الشرق الأوسط •    القضية الفلسطينية هي آخر قضية استعمارية في العالم اليوم •    يجب توحيد المعايير في محاربة الإرهاب •     أربعة شروط حددها صاحب السمو لمحاربة الإرهاب شكَّل خطاب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى أمام جمعية الأمم المتحدة في دورتها الثالثة والسبعين، رسالة واضحة المعالم لموقف وسياسة قطر نحو تحقيق السلم والأمن الإنساني خارجياً، واستمراراً للأدوار المنوطة بها ضمن رؤية قطر 2030 للتنمية البشرية داخلياً. فقد أشار سموه في بداية خطابه إلى أن عالم اليوم يواجه تهديدات سياسية وأمنية لا اعتبار فيها إلى منطق الحدود الأمنية للدول، فهي تتجاوزها وتضع هيئة الأمم المتحدة في اختبار حقيقي باعتبارها السبيل لعلاج هذه التحديات. ولم يفوّت صاحب السمو الفرصة للخوض في مسألة حصار قطر الجائر بقوله (بعد أكثر من عام على حصار قطر "غير المشروع" تكشفت حقائق غير مسبوقة)، وكيف عانت قطر من التحريض والدس وتلفيق التهم لافتعال الأزمة في انتهاك صارخ للقانون الدولي وقواعد العلاقات بين الدول وقيم شعوبها، مؤكداً سموه أن المجتمع الدولي أدرك زيف المزاعم المدبرة والخطط المحاكة ضد قطر التي تؤمن بنظام دولي يسوده القانون في دعوة صريحة من سموه لاتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه الادعاءات. إلا أن قطر لم تستسلم لمنطق التآمر على حدودها ومواقفها السياسية الواضحة، إذ نجحت رغم ذلك في تفادي الحرب الاقتصادية التي شُنت عليها بعد حملة المقاطعة والحصار، عبر التأكيد على أن قطر ما فتئت بالرغم من كل الذي حدث ، تعزز مكانتها وترسخ دورها كشريك فاعل على الساحة الدولية والأمنية، وواصل الاقتصاد القطري نموه مبرهناً على قوته. مع محافظة دولة قطر على مواقعها المتقدمة وسط دول المنطقة، خصوصا في مجالات الأمن الإنساني والتنمية البشرية مستمرة في الوقت نفسه على الأدوار الريادية التي ظلت تضطلع بها في العمل الإنساني، ولم يفوت الأمير الفرصة لاستحضار كيف عززت الأزمة التماسك والتضامن في المجتمع القطري وازدياد إيمانه بوحدته وقيمه. كما أكد سموّه موقف قطر السليم قانونياً والمتجاوب مع التسوية السلمية للنزاعات، وأن الحوار هو الحل الأمثل لحل الأزمات، فقد تجاوبت دولة قطر وما زالت مع جميع المساعي المقدرة من الدول الشقيقة لإنهاء الأزمة الخليجية من خلال حوار غير مشروط قائم على الاحترام المتبادل لسيادة الدول، مشدداً على أن الحصار الجائر على قطر أضر بسمعة مجلس التعاون الخليجي وشل عمل مؤسساته، مما انعكس سلبا على دوره المنشود تجاه قضايا المنطقة والعالم، وأوضح سموه أنه من غير المعقول أن تظل المنطقة العربية رهينة بعض الخلافات الجانبية التي تستنزف جهداً وأموالاً في قضايا غير تلك التي يفترض أننا نتفق عليها. وأوضح صاحب السمو أن المجتمع الدولي لا زال لم يحقق التقدم المنشود في قضايا الشرق الأوسط، في مقدمتها القضية الفلسطينية، مشيرا إلى التعثر والتعقيد اللذين يلاحقهما مع ما يرافق هذا من محاولات حثيثة لتصفية القضايا الجزئية الأساسية المرتبطة بها من قبيل محاولات تصفية قضية القدس، ومحاولات توطين اللاجئين في دول اللجوء وعبر العالم وحرمانهم بالتالي من حق العودة، وقضية الحدود.. وقد اعتبر الأمير أن قضية القدس هي آخر قضية استعمارية في عالم اليوم، وأن حلها يرتبط بشكل مباشر بحق الشعوب في تقرير المصير واستنكار الظلم الكامن في ضم أراضي الغير بالقوة وفق قرارات ومرجعيات الشرعية الدولية. كما أشار سموه إلى أن تدهور الأوضاع في الأراضي الفلسطينية وخاصة في غزة واستمرار الاستيطان ينذران بعواقب جسيمة. في ذات السياق تحدث الأمير عن الأزمة السورية وعن الأفق المسدود الذي وصلت إليه، محذرا من أن يصبح الموت ومأساة السوريين ممارسة يومية يطبع معها المجتمع الدولي، بحيث يفرغ القوانين والشرائع الدولية من أي معنى.. مشددا على ضرورة استجابة المجتمع الدولي لطموحات الشعب السوري وتطلعه للكرامة والحرية وحماية حقوق المدنيين. أما بخصوص الأزمة اليمنية فأكد الأمير موقف قطر الثابت الحريص على استقلال اليمن ووحدته، وسلامة أراضيه، داعيا الشعب اليمني إلى المصالحة الوطنية وتكاثف الجهود واتخاذ التدابير اللازمة لتجاوز الوضع الخطير في اليمن قبل تفاقمه وامتداده في دول المنطقة، مع إعلانه عن قيام دولة قطر بمشاركة الأمم المتحدة في محاربة مرض الكوليرا في اليمن ومكافحة أسبابه، كما تطرق سموه للأزمة السياسية في ليبيا إذ دعا إلى ضرورة التسوية السياسية للقضية الليبية بما يضمن وحدة ليبيا، وأبدى دعم قطر لإعادة الاعمار في العراق وتنميته والحفاظ على استقراره ووحدته. وأكد صاحب السمو في حديثه عن الخطر الذي يشكله الإرهاب، والتذكير بموقف قطر الرافض لكل أشكال وصور الإرهاب، مشيرا إلى أن مكافحته بات أولوية بالنسبة لدولة قطر، وأنها ترفض كل أشكال الإرهاب ومكافحته ضمن أولوياتها، ويجب التعاون الدولي لمحاربة العنف ضد المدنيين والإضرار بالمنشآت المدنية لأغراض سياسية، ويجب توحيد المعايير في محاربة الإرهاب بحيث لا يتفاوت تعريفه وفقا لمعايير مختلفة، مشيرا إلى ضرورة توحيد شروط الحرب على الإرهاب وعدم تقزيمه واستعماله في أهداف خفية لمهاجمة دول معينة، والتي لخصها في أربعة شروط: أولا: التعاون الدولي في محاربة كافة أشكال التطرف والعنف. ثانيا: توحيد المعايير في مكافحة الإرهاب. ثالثا: معالجة جذوره ومسبباته والبحث في خلفياته السياسية  والاجتماعية والثقافية التي ساعدت في ظهوره وانتشاره. رابعا: عدم تعريف مصطلح الإرهاب وتفصيله بحسب مصالح الدول. كما أكد سموه على أهمية دور التعليم في بناء الأمم ومحاربة الإرهاب وأشكال التطرف خصوصا في المناطق المتأثرة بالنزاعات، وألقى سموه في ختام كلمته الضوء على نقطة بالغة الأهمية تجلت في ضرورة تعزيز الأمن السبرياني والحماية للعتاد التكنولوجي للدول، والتي لابد من تنظيم التعامل مع التكنولوجيا، لاسيما وأن قطر قد عانت من أضرار القرصنة الدولية والتجسس على شؤونها الداخلية، والتي كانت سببا في نشوء الأزمة الخليجية، ودعا لعقد مؤتمر دولي حوله يبحث سبل تنظيمه في القانون الدولي. ونستطيع القول إن خطاب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى أرسل رسائل عدّة لدول الحصار والمجتمع الدولي بأن قطر تجاوزت أزمتها المنبثقة من حصار دول الجوار، مع تأكيده على أهمية منظومة دول مجلس التعاون الخليجي وإصلاحه في حال عودته للحياة من جديد حتى لا يتعرض لنفس الأزمة التي تم افتعالها بحسب الأهواء ودون مسببات فعلية لها على أرض الواقع. [email protected]