10 سبتمبر 2025
تسجيلمن الطبيعي أن يسير المرء وفق خطة تتضمن جملة من الخطوات، التي يعتمد عليها؛ في سبيل الوصول حيث يريد، فهو حقه المشروع الذي سيضمن له الحصول على كامل حقوقه فيما بعد، خاصة متى التزم بما له وما عليه، وهو كل ما يحتاج في حقيقة الأمر لقناعات شخصية ذات بُنية قوية، لا تتأثر بهواء أهواء ورغبات الغير، ولكن بما يراه صاحبها مناسباً وصحيحاً؛ لأن الأمر يعنيه وحده، ووحده من يدرك ما يجدر بأن يكون وما يستحق بأن يكون فعلاً، فإن سار على تلك الخطة القائمة على قناعاته (المشروعة) فلاشك بأنه سيربح ويفوز بكل ما كان يحلم به، ويخطط له، بحكم أن قناعاته تلك هي المُحرك الأول له، فوحدها القادرة على توجيهه نحو أهدافه وإن بدت تلك الأخيرة صعبة المنال وإلى حد ما.هناك العديد من أصناف البشر في هذه الحياة، وعلى الرغم من اتساع رقعتها تلك الأصناف، وتعدد ألوانها إلا أن الأمر وحين يصل لمراحله الأخيرة وتحديداً حين يتعلق بشأن الانتماء ندرك أننا نتحدث عن صنفين فقط: الأول هو الصنف الذي يُدير كل الأمور، والثاني هو الصنف التابع للأول، والخاضع لكل أوامره، وهو ما لا يكون؛ لمحبة الصنف الأول للسلطة، ولتمتعه بقدرات عالية تمنحه حق التسلط على الآخرين، ولكن لإدراكه لمعنى (القناعات) ولأهميتها الحقيقية، التي تُجبره على المضي قدماً دون الوقوف عند حد معين، في حين أن الصنف الثاني قد يملك من تلك القناعات ما يملك، ولكنه لا يستطيع إقناع نفسه بها؛ لتصبح خاصة به، وتعنيه بشكل كاف يجبره على الدفاع عنها مهما كلفه الأمر، فيكون بذلك من قد فرط بحقه من تلك القناعات، التي كان من الممكن بأن تُحركه نحو المسار الصحيح، الذي سيجد فيه ضالته، التي ستمنحه كل ما يمكن بأن يدرك معه مذاقاً مختلفاً لربما لم يسبق له وأن أدركه من قبل، مما يعني أن زمام الأمور ستكون في يد الصنف الأول الذي يملك من القناعات ما يملك من جهة، ويملك القدرة على المحافظة عليها دون أن يسمح للآخرين بالتدخل في شؤونه الخاصة من جهة أخرى، وهو كل ما يحتاج إليه، في سبيل دعم قراراته، التي تحمل له من الخير ما تحمل، فهو وإن سلم نفسه (وإن كان ذلك بقدر بسيط) لأهواء غيره؛ لصارت حياته متخبطة، مترنحة، وغير قادرة على السير بسلام، وهو ما يمكن حدوثه فقط إن غابت القناعات، أو إن حضرت ولكن بروح ضعيفة غير قادرة على إثبات وجودها كما يجب؛ لأنها تتظاهر بأنها موجودة، ولكنها في حقيقة الأمر مجرد صورة يتحكم بها آخرون، سيتدخلون في كل شؤونك الخاصة حتى النخاع، ولدرجة ستبدو معها كدخيل لا حق له بالتمتع بحياته، مع أنه الأحق بفعل ذلك، وهو ما نحتاج إليه؛ كي نمد الحياة بأفراد يملكون ما يكفي؛ كي يغيروها؛ لتصبح مكاناً أفضل بكثير، بعيداً عن تلك التدخلات التي ومن الممكن أن تحرمنا من كل ما سبق، وسنحرص ألا يكون من خلال طرح هذا الموضوع اليوم، وعليه إليكم ما هو لكم.من همسات الزاويةإن تمسكك بما لديك من قناعات يمنحها حق التواجد على أرض إنجازاتك، ويعني أنها ليست مجرد ضمير غائب يغيب عنك كل الوقت، ولا يتواجد إلا في رأسك وبعيداً عن أرض الواقع، بل تلك الحاضرة التي يحضر معها كل الخير الذي قُدر لك في هذه الحياة، وسيكون لك ومن نصيبك بإذن الله تعالى، متى اقتنعت، وصدقت بأن قناعاتك ستكون لك كالأجنحة، التي ستحلق بها عالياً؛ كي تعانق السحب؛ معلناً عن حبك لكل ما تفعله وتود فعله في حياتك وبها، وحتى تفعل ويكون لك ما تريد، فليوفقك الله والجميع (اللهم آمين).