14 سبتمبر 2025
تسجيليبدو أن أحزان وآلام جماهير الأندية ذات الأسماء الكبيرة في تاريخنا الكروي ستستمر لفترة طويلة، وستظل مشاعر الحب العظيم لهذه الأندية تُسْـتَـنْـزَفُ بشراسةٍ وسط لا مبالاةٍ من إداراتها بوجوب وَقْـفِ النَّـزْفِ وتحقيق إنجاز يليق بأسمائها.نادي الريان، الذي كانت مباريات فريقه سبباً لاختبار مدى صلابة نفوس منافسيه وهم يواجهونه ويواجهون معه جمهوراً كبيراً رائعاً يهز الملاعب بهتافاته وتشجيعه، يقبع في المركز الأخير بعد جولتين في بطولة الدوري. ولكم أن تتخيلوا أنَّ جماهيره الغفيرة التي اكتسبت لقب الأمة الريانية عن جدارة، تقف حائرةً، مُنفطرةَ القلوبِ، وهي تراه عاجزاً عن مجرد بَعْـثِ الأمل فيها، وهي التي تنتظر عاماً بعد عامٍ أنْ يحلَّ درعُ الدوري في قلعة النادي، لكنها تُصْـدَمُ بمرارة الواقع فتأخذ بالمطالبة بالحد الأدنى، أي أن يحافظ النادي على تواجده في مركزٍ جيدٍ في ترتيب الفِــرَقِ.غريبٌ هذا التراجع العظيم في مسيرة الريان والعربي بخاصة، والأغرب أنَّ الجماهير تطالب دائماً بخطوات عملية لوَقْـفِـهِ وتوجيه المسار نحو تحقيق الإنجازات من جديد، ولكن لا أحد يستمع لنبضات قلوبها ولا يلتفت إلى معاناتها وهي تشهد ما يتعرض له تاريخ الناديين.الأمر الأكثر إثارةً للأسى هو أنَّ المستوى الذي ظهر عليه المنتخب خلال السنوات الماضية مرتبطٌ بشكلٍ كبير بتراجع مستويات الأندية الكبيرة. فبعد أن كانت تَـمُـدُّه بالنخبة من اللاعبين المواطنين الذين ألِـفَـتْـهُـم الملاعب وهم يعزفون أجمل السيمفونيات الكروية، صارت عاجزة حتى عن إعداد فِـرَقِـها كما ينبغي، وعن وضع خطط للتطوير الإداري والفني تتيح لها أن تَـعِـدَ جماهيرها بأنَّ الآتي أفضل مما مضى.عندما نتحدث عن الريان في المركز الأخير، فإنما نتحدث عن الروح الجماهيرية الـمُحركة للبطولات والتي أخذت تذوي وتنأى بنفسها عن ملاعبنا. ونتساءل عن الدور الغائب للمسؤولين عن اللعبة فيه، وعن الأسباب التي أدت إلى هذا الإخفاق. ونحتارُ عندما نرى الدعم الكبير للنادي، ونشعر أننا أمام مشاركة صامتة من مسؤولي اللعبة في نَـزْف الفريق على أرضية الملاعب.