11 سبتمبر 2025
تسجيلكلنا يعرف أن هذه الحياة وتعاملاتها فيما بيننا هي عبارة عن حقوق وواجبات متبادلة ومشتركة فيما بين البشر، وعلى حسب صلة القرابة أو المعرفة تختلف تلك الحقوق وتتوزع الواجبات، فبتلك المبادئ المتعارف عليها تنتظم العلاقات ويصبح التعاطي بين الناس سلسلة من المعاملات المنظمة التي لايظلم فيها أحد ولايطغى فيها أحد على أحد.. هذا بالطبع حين يعيش العالم في مثالية متناهية، وحين يعرف كل صاحب واجب واجبه تجاه من حوله، ويعرف من حوله حقوقه عليهم والعكس. ولكن مايحدث على أرض الواقع هو غير ذلك، فكم أصبحنا نرى من حولنا آباء ضيعوا أبناءهم بسوء اختيار أم صالحة لهم، وعدم تربيتهم تربية صالحة وبالتالي لابد أن ينتج من تلك البداية نهاية مؤلمة وأبناء عاقين، وكم أصبحنا نرى أبناء عاقين بآبائهم مضيعين لحقوقهم عليهم دون تقصير منهم. وكم من ولاة أمر مضيعين لمسؤولياتهم وقد تناسوا أن عليهم واجبات ومقابلها حقوق لتسير حياتهم في إطار منظم وحياة قويمة. وكم من موظفين لا يؤدون واجباتهم تجاه عملهم ليأخذوا حقوقهم كاملة وليكونوا أفراداً إيجابيين لا يمنع بينهم وبين بناء مجتمعاتهم أي عائق. وأزواج أو زوجات مقصرين في واجباتهم تجاه من شاركهم الحياة ومن ربط بينه وبينهم ميثاق غليظ، وبالرغم من ذلك فإن الشيطان شق طريقه بينهم بتزيين أكل الحقوق وتضييع الواجبات. وغير ذلك الكثير من الصور التي باتت تعج بها حياتنا بعيداً عن الصورة المضيئة التي سنها لنا الشارع حين نظّم علاقاتنا ببعضنا البعض، علما منه سبحانه وهو خالقنا أن الحياة حين تسير بهذا النمط ستكون راحة وسعادة وعدالة مطلقة. فلو أن كلاً منا فكر بأن يقف مع نفسه كل حين وقفة صادقة يعيد فيها حساباته مع ربه ومع نفسه ومع من حوله؛ لما تمادى أحد في تقصيره، ولما أنقص حق أحد ممن حوله، ولأصبحت حياتنا قويمة ولكُنّا حقاً خير أمة.