إن أعادوا لنا المقاهي..

إن أعادوا لنا المقاهي.. كثيراً ما يتكرر مثل هذا العنوان «وإن أعادوا لنا الأماكن، فمن يعيد لنا الرفاق» لمحمود درويش..عند المرور على المقاهي الموجودة على الطرقات. السؤال الآن إن عادت المقاهي هل سيكون لها نفس النكهة والطعم الذي كنا معتادين عليه. اسمع دائما مقولة يقولها البعض وهي عند تناول مشروب يفضل شربه قديماً ان يقول كأنه طعم زمان. ان يقول «الله كأنه طعم أيام زمان» لماذا تشعر الناس بالحنين للأيام الخوالي التي مرت بهم.. لا مسؤوليات ولا تفكير ولا واجبات فقط يجلس ويتناول قهوته بهدوء وراحة بال. ويزين الجلسة من يكون معك في المقهى فجعل الرفيق الذي يكون معك يعطيك احساسا بأن طعم القهوة لها طعم رائع، فكل منا له جليس يأنس إليه ويستمع له ويأخذ بمشورته. لعلي كثيرا ما اصادف البعض الذي يخرج مع اشخاص لا يشاطرونه الهوايات أو الافكار فتشعر بذلك من الملل والهدوء كانهم قد انفصلوا عن بعضهم فقط جمعهم المقهى. فأين الألفة والمشاعر والمودة فيما بينهم بل ان البعض قد يجلس ويتناول قهوته دون ان ينبس بكلمة فقط تشعر انه جاء بطلب من صديقه. أعود بكم قليلا إلى فكرة المقاهي من البداية كيف بدأت وماذا أصبحت.. تعود فكرة المقاهي إلى المسلمين فهم اول من فكر بها ثم بعد ذلك انتشرت ووصلت للدول الأوروبية وغيرها. الفكرة الأولى للمقاهي كانت ببساطة اجتماع حول طاولات متفرقة يتناول فيه الناس الشاي والقهوة ويتبادلون أطراف الحديث ويجتمع فيها شرائح المجتمع المختلفة الغني والفقير، فسابقاً كان لا يوجد مكان يجتمع فيه المسلمون الا المساجد فاحتاج عامة الشعب مكانا مخصصا لهم يتناولون فيه القهوة وكان يصعب ان يجتمعوا في المنازل لأنها مخصصة للأهل لكي يأخذوا راحتهم فيها. تحولت المقاهي إلى منابر سياسية واجتماعية وفنية يجتمع فيها السياسيون والفنانون والمفكرون لتبادل الافكار والاعمال فيما بينهم. حالياً تنتشر المقاهي في جميع دول العالم وبها المشروبات رخيصة الثمن فيكون اللقاء بين الاصدقاء للحديث وتبادل الاخبار والتسلية..فتنافست المقاهي في تقديم افضل الخدمات للناس كي يرتاحوا ويعودوا مرة اخرى وذلك لتفردها بالأفكار الجديدة. تبقى اهمية المقاهي تجمع الناس حتى يتخذونها مجالس لهم ويعودون إليها بين فترة واخرى. فيصبح هذا المقهى الذي تعودت عليه هو المفضل لك. كثيرا ما امر على مقاه وأجد ان روادها معروفون من كثرة ما يجلسون في تلك المقاهي واعتاد الناس على مشاهدتهم فيها. وهناك من يستغل مثل هذه المقاهي للدارسة. لا اعرف كيف يستغل البعض مثل هذه المقاهي للمذاكرة وعمل الابحاث وحل الواجبات؟ بالنسبة لي لا يوجد مكان محدد فقط ما اجده امامي ويكون في زاوية هادئة ومنعزلة وأتناول قهوتي بهدوء. فالقهوة لدي هي مزاج وإحساس رائع بالنكهة والطعم. الخدمات التي تقدم في المقاهي مهمة تجبرك على التواجد بها والاستمتاع بالجلوس فيها ومخالطة الأصدقاء. هذه هي في نظري فوائد المقاهي قديماً وحديثاً.