19 سبتمبر 2025

تسجيل

هل ينقذ الإسلام الحضارة الغربية ؟! إنه سؤال المستقبل

26 أغسطس 2023

العالم يقف الآن على أبواب مرحلة جديدة في تاريخه، ويحتاج إلى فكر جديد، فعندما يتعرض الإنسان لمخاطر تهدد وجوده، يجب أن يواجه الحقيقة، ويعمل لتحرير عقله من أوهام القوة الزائفة، ومن الخرافات العنصرية الغربية. يمكنك أن تدرك خطورة التغيرات العالمية، إن بذلت قليلا من الجهد في متابعة الأحداث في وسائل الإعلام، فالفقر يعض بأنيابه القاسية أكثر من 80 % من البشر، وحتى الأغنياء يعانون من حالة خوف بسبب الحروب والكوارث الطبيعية والأوبئة والأزمات الاقتصادية، ليس هناك أمن أو أمان في هذا العالم المضطرب، وكل الناس يعانون من الحزن والبؤس والتعاسة والحسرة على ما فات، والقلق مما هو آت. ومن أهم العوامل التي تهدد هذا العالم، وتنذر بكوارث قادمة أن الكراهية بين الشعوب والأفراد قد تزايدت حدتها بسبب عوامل أيديولوجية وعرقية وطبقية ووطنية، واختفت قيم الحب والود والصداقة والتعاطف. الحزن يملأ القلوب !! بالرغم من التقدم الذي حققته الحضارة الغربية التي أنتجت لنا وسائل تسهل الانتقال والسفر والاتصال بالآخرين والحوار معهم، إلا أنك يمكن أن تلاحظ بوضوح أنك فقدت رغبتك في معرفة الناس، أو الاتصال بهم، فإن كنت تمر بأزمة، فإنك تخشي من أن يقسر أحد اتصالك بأنك تريد منه شيئا، مما يعرض كرامتك للإهانة، وإن كنت قد حققت نجاحا، أو إنجازا فإنك ستراجع نفسك قبل الاتصال بالآخرين حتى لا يتم تفسير ذلك بأنه يقلل من قيمتهم. وهكذا تقطعت الأواصر والعلاقات الأسرية والإنسانية، وأصبح الجميع يعانون مرارة العزلة. في يدك تليفونك المحمول، وتستطيع الاتصال بمن تريد باستخدام التطبيقات المجانية، لكنك تخاف من الاتصال، وتراجع نفسك مرات قبل أن تقرر أن تتصل بصديق قديم جمعتك به ذكريات طيبة. أريد أن أكون إنسانا ! هذه الرفاهية الزائفة أثقلت قلبي بالهموم والأحزان، فالمنزل الجميل الفاخر ليس به حياة، والطعام اللذيذ لم تعد النفس تشتهيه، والأماكن فقدت جاذبيتها، وأصبح كل ما أريده أن أعود إلى البادية التي نشأت فيها، وكنت أتحدث فيها مع الناس، وأسمع القصص عن فرسان العرب الكرماء، وكان الضيوف يأتون إلي بيتنا دون موعد سابق.. باختصار أيها السادة أريد أن أحتفظ بإنسانيتي وحقي في الحياة بحرية. أعتقد أن كل الناس يشعرون الآن مثلي بالحاجة إلى مراجعة حقيقية للكثير من الأفكار التي ملأت عقولنا حول النجاح والانجاز والغنى والملكية والسلطة والنفوذ. الأسس الفكرية للحضارة الغربية ! هذا يوضح أن العالم تشتد حاجته إلى نوعية جديدة من العلماء والمفكرين يقومون بمراجعة الأسس الفكرية التي قامت عليها الحضارة الغربية. الحضارة الغربية قدمت الكثير من الانجازات العلمية والمادية للبشرية، والعالم يحتاج إلى أن يحافظ عليها ويحميها من الانهيار.. ولكن كيف ؟! لكي يتحقق هذا الهدف يجب أن يتخلى الغرب عن خرافاته العنصرية، وعن استكباره وغروره بقوته، وأن يفتح عقله ليعرف ما يمكن أن تقدمه الحضارة الاسلامية للبشرية، وكيف يمكن أن ينقذ الإسلام الحضارة الغربية المادية. أصبح الإنسان الآن يحتاج إلى الإسلام ليعيد له انسانيته، وليكون عبدا لله وحده، وليحقق العدل قبل أن يؤدي الظلم إلى انهيار العالم على رؤوس الجميع. أيها المسلم.. الإنسانية كلها أصبحت تحتاج إلى دورك في هذه المرحلة التاريخية لتنقذها، وتفتح لها آفاقا جديدة للحياة، فلكي يستمتع الإنسان بالإنجازات المادية الحضارية الغربية ؛ فإنه يحتاج إلى الإسلام الذي يربط الحرية بالإيمان والعدل وعبادة الله واعمار الأرض، ويجعل الإنسان يتمتع بنعم الله دون اسراف أو استكبار، ويعمل لتحقيق أهداف عظيمة في حياته القصيرة، فلا يسرف في اشباع احتياجات بطنه وشهواته. ما أشد حاجة الإنسان إلي الإيمان بالله وحده بعد أن تراكمت الخطوب، وأصبحت المصائب ينسي بعضها بعضا، فهناك الكثير من المؤشرات على انهيار العالم كله.. فمن يتقدم لإنقاذه ؟!