22 سبتمبر 2025
تسجيلأحياناً يحدث الكثير في أسبوع ولا يحدث شيء في شهر...كان الأسبوع الماضي من تلك الأسابيع التي شهدنا فيها الكثير وبعضها سيكون له تداعيات ونتائج تمتد معنا لزمن طويل.. دفعتني أحداث الأسبوع الماضي العديدة والمؤثرة! لتغيير موضوع مقالي الأسبوعي البوصلة-للمقال الذي تقرأونه اليوم! تنوعت أحداث الأسبوع الماضي، بدءاً بتحطم مركبة الفضاء الروسية قبل هبوطها على سطح القمر، مقابل نجاح مركبة الفضاء الهندية بالهبوط على سطح القمر في انجاز تاريخي للهند وبرنامجها الفضائي. وشهدنا حدثا تاريخيا هو مثول الرئيس الأميركي السابق ترامب للمرة الرابعة أمام القضاء لمواجهة قائمة تهم تجاوزاته إبان رئاسته مع 18 متهماً من معاونيه ومحامية السابقين في سجن مقاطعة فولتون في ولاية جورجيا، لتقرأ عليه ثلاث عشرة تهمة وأخذ صورة جنائية له يستغلها لجمع الأموال لحملته الانتخابية. ودفع كفالة للمرة الأولى بقيمة 200 ألف دولار. لاتهامه بالتآمر لتزوير وتغيير نتائج انتخابات رئاسة 2020 في ولاية جورجيا. خسرها ترامب لمصلحة الرئيس بايدن. تغيب ترامب المتصدر في استطلاعات الرأي المتعددة لقائمة المرشحين لمنصب الرئيس عن الحزب الجمهوري عن أول مناظرة للمتأهلين الثمانية المرشحين للرئاسة، قبل 14 شهراً من انتخابات الرئاسة الأميركية. السؤال المهم ما تأثير ذلك على فرص فوز ترامب بالانتخابات التمهيدية لانتزاع ترشيح الحزب الجمهوري لمواجهة الرئيس بايدن في نوفمبر 2024. خاصة مع كل قائمة اتهامات توجه ضد ترامب ترتفع شعبيته وتزداد التبرعات المالية لحملته! عقدت مجموعة بريكس للبرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا قمة تاريخية في جوهانسبورغ-جنوب أفريقيا، ونقاش تحالف الاقتصاديات الناشئة وتوسيع العضوية بضم 6 دول من ثلاث قارات للمرة الأولى منذ عام 2010 عندما ضمت مجموعة بريكس جنوب أفريقيا للتجمع الاقتصادي الكبير الذي يشكل 42% من شعوب العالم وحوالي 30% من مجمل الناتج العالمي السنوي. تمت الموافقة على انضمام 6 من 23 دولة: هي السعودية والإمارات ومصر وإيران وأثيوبيا والأرجنتين في أكبر توسعة في تاريخ بريكس دون تحديد الشروط والمعايير للعضوية. والملفت معظم الأعضاء الجدد الستة الذين ستبدأ عضويتهم في يناير 2024 هم حلفاء أمريكا والغرب في مجموعة معادية للغرب. هدف بريكس وخاصة الصين وروسيا تحقيق تمثيل أكثر عدالة للاقتصاديات الناشئة وتحدي هيمنة الغرب وتحكم المؤسسات الغربية والدولار بالتجارة العالمية. وهو ما فاخر به الرئيس الإيراني. سجل الأسبوع الماضي مزيدا من الانتكاسات لروسيا- مقتل يفغيني بروغوجين بتحطم طائرته الخاصة الأسبوع الماضي بشكل مفاجئ. كان أسس وتزعم مرتزقة فاغنر جنود وسجناء سابقين للإيجار. كان حليف وذراع بوتين (الذي نعاه) وتمدد نفوذ روسيا دولياً من باخموت في أوكرانيا إلى سوريا وليبيا وأفريقيا. وسط شبهات حول المستفيد من تحطم طائرته! وأقال الرئيس بوتين الجنرال سيرغي سوروفيكين الملقب ب"جنرال هرمجدون" لدوره الوحشي في سوريا، من منصب قائد القوات الجوية. معروف عن الجنرال سوروفيكين بأنه كان مقرباً من بروغوجين- كما أشرنا-قُتل بتحطم طائرته الخاصة. وتحطمت مركبة الفضاء الروسية LUNA-25-قبل هبوطها على سطح القمر في أول محاولة لروسيا بالعودة إلى الفضاء منذ عهد الاتحاد السوفيتي قبل 47 عاماً-في انتكاسة لبرنامج الفضاء الروسي! تضاف لقائمة الانتكاسات التي تشهدها روسيا منذ شن بوتين حربه على أوكرانيا التي أنهت الأسبوع الماضي-24-8 عاما ونصف العام على حرب بوتين المتعثرة وبلا أفق في أوكرانيا. وشهد الأسبوع الماضي عمليات جريئة ضد المستوطنين في حوارة والخليل أدت لمقتل ثلاثة مستوطنين. في استمرار للمواجهات المفتوحة التي تتصاعد منذ مطلع العام على يد الحكومة الإسرائيلية الأكثر تطرفاً وعنصرية وفاشية والتي فشلت في تحقيق الأمن كما أدعت وذلك بعد ارتفاع عدد قتلى المستوطنين الإسرائيليين ل35 إسرائيلياً وهو أكثر من مجمل القتلى الإسرائيليين طوال عام 2022 في انتكاسة وفشل حقيقي لسياسة القبضة الحديدة المتشددة لحكومة نتنياهو. مقابل استشهاد 236 فلسطينياً. وحلت في الأسبوع الماضي الذكرى العاشرة المؤلمة لأسوأ مجزرة في العصر الحديث أرتكبها النظام السوري، بقصف غوطتي دمشق بالسلاح الكيماوي. تسببت بمقتل 1450 شخصاً بريئاً بينهم 400 طفل اختناقاً بغاز السيرين السام المحرم استخدامه. دون محاكمة وقصاص-وبقي الأسد وجلاوزته ونظامه طليقاً وأعادوه باستخفاف للجامعة العربية! تزامنت الذكرى العاشرة للمجزرة مع إطلاق نظام الأسد النار على نفسه. برغم زيادة الرواتب 100%-رافقه رفع الدعم عن المواد الأساسية وخاصة الوقود والمواد الأساسية. ما فجّر غضبا شعبيا باحتجاجات واضرابات وقطع طرق في السويداء ودرعا مهد الثورة السورية بسبب تردي الأوضاع المعيشية! واستمرار انهيار الليرة العملية السورية-ما خفض دخل الموظف السوري إلى بضعة دولارات شهرياً وأدى لارتفاع جنوني بالأسعار-وأعاد أجواء الانتفاضة والثورة السورية عام 2011 في ظل تمدد المظاهرات والاحتجاجات والاضرابات ما ينذر بتفجر الأوضاع في مناطق النظام وخارجها. يتحمل الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما مسؤولية كبيرة عن تلك المجزرة لتهاونه وتردده وعدم حسمه وتنفيذ وعيده بالرد بقوة على خرق خط أوباما الأحمر باستخدام الغاز الكيماوي وتراجع في اللحظة الأخيرة عن توجيه ضربات موجعة للأسد وتفاخر أوباما أنه لم يقع في فخ شن حرب في الشرق الأوسط كحال الرؤساء قبله وبعده. وبالتالي إفلات الأسد من المحاسبة! وحققت الهند بعكس روسيا، انجازا تاريخيا بهبوط ناجح لمركبة الفضاء الهندية شاندريان Chandrayaan في القسم الجنوبي للقمر في أول انجاز يجعل الهند رابع دولة بعد أمريكا والاتحاد السوفيتي والصين تنجح بهبوط مركبة فضائية على سطح القمر. تثبت أحداث الأسبوع الماضي سرعة إيقاع ديناميكية التغيرات والانتكاسات إقليمياً ودولياً، ما يفاقم التحديات والأزمات. وذلك لا شك يشكل واقعا جديدا وتحديات سيكون لها تأثير وتداعيات على المستقبل!