13 سبتمبر 2025
تسجيلصحيح أن النفط تم استخراجه من هذا البلد في منتصف ستينيات القرن الماضي، ولكن النفوط العربية سبقت ذلك بكثير، وفي دول تملك كل مستلزمات النهوض فلم تنهض مثل دولة العراق وغيرها من الدول في العالم، لابد من "سر" وراء ذلك فأمريكا ومن ورائها إسرائيل لا تسمح لأي دولة عربية وإسلامية أن تشهد نهضة وتستخدم كل ما تملك من أدوات لغرض التآمر عليها. الإمارات لا تملك تاريخاً سياسياً ولا حضارياً ولا حركات تحرر، ولا مؤسسات ثقافية أو فكرية، وكيف لها بين ليلة وضحاها مزدهرة بالبناء والإعمار، وتمتلك واحداً من أكثر الاقتصاديات نمواً في غرب آسيا؟.. لابد من أمر ما وراء أن تكون دبي بهذه الهالة الاقتصادية والمالية، حيث فكر لها "أغنياء اليهود" في الغرب وأمريكا، ومنهم المليونير اليهودي (حاييم سايان) بإنشاء مستوطنة يهودية في الشرق الأوسط ترعى المصالح المالية وحركة التجارة دون الحاجة إلى التعامل مع الدولة (الأم) لأسباب سياسية وغيرها، كما تفعل الصين الآن حيث تستخدم هونج كونج أو تايوان أو مكاو في التعامل التجاري لمن لا يرغب التعامل المباشر معها. الاختيار كان دقيقاً حيث الموقع الجغرافي والإطلالات الطويلة على البحار والمحيطات وقربها من إيران وهي العدو الأول لإسرائيل وأمريكا، وكان لاختيار الإمارات لهذا التحالف الشيطاني هدفه الذي اختارت له أمريكا وإسرائيل بعناية لتهدد إيران البعبع الذي يخيف أمريكا وإسرائيل لقرب الإمارات من المواقع الحيوية في إيران المفاعل النووي وآبار النفط التي تقع على ساحل الخليج، وليس الأمر كما يروج له اتفاق سلام لأنه ليس بين الإمارات وإسرائيل أي عداوة أو حروب لتعقد معها اتفاق سلام غير أنها دولة عربية وإسلامية أعلنت مع غيرها من الدول الحرة بقطع علاقتها مع الكيان الصهيوني في إسرائيل، هل من المعقول أن هذا (البدوي) البسيط في تفكيره ومديات تطلعاته أن يدير هذه الماكينة الاقتصادية الضخمة في دبي المعقدة؟ لذا ليس غريباً أن من قاد محمد بن زايد من يده باتجاه إسرائيل هو المليونير اليهودي "حاييم سابان" ويسعى لإلحاق محمد بن سلمان به، ويجعل من الإمارات كلها إنما مستوطنة للتآمر على الأمة، وخنجرا في خصر الخليج. ماذا جنت دول المنطقة من التطبيع؟ سؤال يدور في ذهن كل مسلم وعربي ماذا جنت مصر عن مدى استفادتهم من (التطبيع) وقد مضى عليه أربعون سنة ومازال أكثر من نصف الشعب يعيش تحت الفقر؟ ثم لماذا لم يسأل قادة التآمر الإماراتي ملك الأردن عن التطبيع الذي كان لهم مع إسرائيل منذ تسعينيات القرن الماضي ؟ ((التطبيع)) مجرد ((لوثة))، والهدف من هذا التحالف مع إسرائيل واضح للجميع بأنه جاء في وقت بدأ القضاء الدولي يتحرك ضد كل من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في ملف خاشقجي وسعد الجبري والقضاء الفرنسي في ملف ضد ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد بسبب الجرائم ضد الإنسانية في الملف اليمني وكلاهما يعلم أن نفوذ اللوبي اليهودي عالميا لوقف الملاحقات القضائية وإيقافها. تتآمر الإمارات نهاراً جهاراً على القضية الفلسطينية وتقف في صف إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني وفصائل المقاومة. تآمرت على أشقائها في الخليج فلم تسلم من شرها عمان ولم تكف أذاها حتى الآن عن دولتنا الحبيبة قطر. تتآمر مع بشار الأسد ضد الشعب السوري. تتآمر في العراق، تتآمر مع الأكراد وجماعة الخدمة الصوفية ضد الشعب التركي وحاولت قلب نظام الحكم في تركيا وفشلت. دعمت الحوثي حتى وصل للحكم ثم تتآمر مع الانفصاليين والعفافيش ( جماعة علي عبدالله صالح ) ضد الوحدة والشرعية في اليمن. تتآمر مع حفتر ضد الشعب الليبي وتآمرت على إرادة الشعب في مصر ضد أول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر حتى أوصلت السيسي للحكم وتتآمر على تونس والجزائر والصومال والسودان وجيبوتي وجزر القمر ومالي وأفغانستان والشيشان و..و..و اعذروني لا أستطيع أن أحصي كل مؤامرات الإمارات ضد شعوب المنطقة العربية والإسلامية وجاءت إجابة كل هذه الأسئلة عندما فاجأ الجميع قادة هذا الشعب المسلم في الإمارات العربية عقد التحالف مع إسرائيل وأمريكا، وأجابت أيضا على أسئلة كثيرة كانت تدور في أذهان كل مسلم وعربي حر ومنها السؤال الكبير الحائر وهو فمن أين تستمد قوتها في إشعال كل هذه الحرائق لفرض أجندتها على شعوب المنطقة العربية والإسلامية ؟ وما مصلحتها في ذلك !؟ كسرة أخيرة يستدل بعض شيوخ السلطان بعقد عهود ومواثيق رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم مع يهود المدينة المنورة، رغم علم هؤلاء بأن اليهود أيام الرسول عليه الصلاة والسلام كانوا تحت حكم المسلمين وكانوا خاضعين لدولة الإسلام وهم أحد رعاياها، أما التطبيع اليوم فهو تحت شروط اليهود وليس تحت شروط المسلمين كما كان في عهد رسولنا الكريم، بالرغم من ذلك نقضوا العهد مع المسلمين رغم أنهم كانوا يعيشون في قبائل موحدة تحت حكم الدولة الإسلامية، فماذا ننتظر من صهاينة دولة إسرائيل اليوم وهم القادمون إلى دولتهم من كل حدب وصوب من دول العالم. كاتبة صحفية وخبيرة تربوية [email protected]